يثير موضوع لجوء بعض أطياف المعارضة السورية لرفع السلاح في مواجهة القوات الأمنية السورية، ردود فعل متفاوتة ليس داخل سوريا فقط، بل أيضاً على صفحات الصحف الأجنبية، وبينها الايطالية.
ومن بين هذه الصحف، صحيفة “ريناشيتا”، التي تنشر منذ فترة تقارير تنتقد فيها ممارسات المعارضة السورية، مستندة في ذلك إلى قيام عدد من صحافيها بزيارة سوريا، ومن بينهم اليسيا لاي، التي أعربت في أحدث تقاريرها عن دهشتها واستغرابها إزاء تصريحات المتحدث باسم الخارجية الأميركية، مارك تونر، التي يبرر فيها للمعارضين في سوريا استخدام العنف ضد قوات حفظ النظام والجيش، مشيرةً إلى أن الأسلحة المهربة إلى سوريا أميركية الصنع.
ورأت لاي أنه “لو كانت مثل هذه التصريحات صدرت عن أي موظف في أي دولة لا تتحالف مع الولايات المتحدة لكانت قوبلت بازدراء دولي وتم وصفها بالتحريض على العنف”. وأضافت انهم في واشنطن يصدقون بانهم يستطيعون فعل كل شيء والتدخل في الشؤون الداخلية للدول التي لا تتطابق أفكارها معهم وهم يشوهون الديموقراطية ويبررون العنف عندما يخدم ذلك أهدافهم”.
ولفتت لاي إلى أن الأسلحة التي يتم تهريبها إلى سوريا “هي أميركية الصنع وأن مثل تلك الأسلحة التي تنتشر في عدة مدن سورية تم استخدامها من قبل الجماعات المسلحة لاغتيال كبار الأكاديميين والضباط”.
يذكر أن الصحافي، ماتيو برنابيي، الذي يعمل في الصحيفة نفسها انتقد قبل فترة ازدواجية المجتمع الدولي في التعامل مع الأحداث التي تشهدها سوريا وأعمال الشغب التي واجهتها بريطانيا في اب الماضي.
واستعرض في تحليل تحت عنوان «لندن تماماً كدمشق ولكن ليس وفقاً للمجتمع الدولي» الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية وتصريحات رئيس وزرائها ديفيد كاميرون، الذي شدد فيها على ان بلاده لن تسمح بانتصار ثقافة الخوف وأنها ستنزل الجيش البريطاني إلى الشوارع لحماية البريطانيين والممتلكات العامة.
وأضاف «نحن أمام حالتين متشابهتين يتعامل معهما المجتمع الدولي بطرق مختلفة جذرياً حيث يغدق بعبارات التضامن مع كاميرون ويثور هذا المجتمع لتصريحات الحكومة السورية حول عدم السماح للمجموعات المسلحة بالعبث بأمن المواطنين».