- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

المليونير اللبناني يعمّق أزمة ساركوزي

زياد تقي الدين يؤكد أن كل تحركاته كانت بمعرفة ساركوزي

زياد تقي الدين يؤكد أن كل تحركاته كانت بمعرفة ساركوزي

باريس ــ بسّام الطيارة
انتقل المليونير اللبناني، تاجر الأسلحة، زياد تقي الدين، من الدفاع إلى الهجوم بعدما برز اسمه في عدد من الملفات والفضائح أمام القضاء، إذ أنه بحكم أعماله وعلاقاته في عالم تجارة السلاح، كان يفضل البقاء في الظل، إلا أن حلقة التحقيقات تضيق رويداً رويداً وتحشره في زاوية الاتهام على الأقل في قضيتين حتى الآن، فهو مشتبه بتورطه في قضية كراتشي التي ذهب ضحيتها 11 مهندساً فرنسياً إلى جانب تهمة في قضية تمويل حملة إداور بالدور عام 1995 بواسطة أموال العمولات على صفقات أسلحة.
ومن هنا كان خروجه إلى  حلقة الضوء عبر الإعلام، حيث أعطى منح مقابلة لصحيفة «ليبراسيون» وقناة «بي إم إف» الفرنسيتين.
وأكد تقي الدين لصحيفة «ليبراسيون»  أن كل تحرك قام به «كان مهمة رسمية»، فيإشارة إلى معرفة الرئيس نيكولا ساركوزي بمهماته، وخصوصاً الأخيرة، فأوضح أنه زار ليبيا وسوريا «بطلب صريح» من ساركوزي وكلود غيان وزير الداخلية حالياً، والأمين العام الإليزيه آنذاك. واستطرد بأنه «ذهب لمقابلة القذافي في ليبيا أو الاسد في سوريا بموافقة وبطلب صريح من رئيس الجمهورية» نقله كلود غيان.
وعاد تقي الدين بتبريراته إلى بداية عمله في هذا المضمار، فأكد أن «كل تحركاته منذ 1993 وكل اعماله مع فرنسا كانت في مصلحة الدولة». وأضاف بأنه «لم يفعل أي شىء بدون موافقة كاملة لأصحاب القرار».
وقد أظهر تقي الدين  تردداً جلياً في ذكر المملكة العربية السعودية، وخصوصاً في عقد «ميكسا» لمراقبة حدود السعودية، فقال ت «عندما أذكر عن علاقاتي مع المملكة السعودي أستطيع القول إنه لو لم تكن لدي موافقة غيان بالتدخل من اجل ميكسا لما فعلت ذلك».
والجدير بالذكر أن غيان كان آنذاك مدير مكتب ساركوزي الذي كان وزيراً للداخلية في حكومة بالادور. وبالمقابل فإن هذا التصريح يأتي ليناقض ما قاله غيان في منتصف ايلول/سبتمبر للصحيفة نفسها من إنه إلتقى تقي الدين في إطار المفاوضات حول هذا العقد، وأن هذا الأخير «كان مفوضا من قبل السعودية»، مضيفاً كوزير الداخلية حالياً «يبدو أن تقي الدين قام باشياء لا يقبلها القانون والاخلاق».
من هنا رأى البعض أن تقي الدين بمقابلته هذه يرد الصاع صاعين لغيان.
ورداً على سؤال حول تعليقه على ما ذكره وزير الداخلية، قال تقي الدين إن تصريحات غيان «تؤثر علي كثيرا» وطالب بـ«اعتذارات»، وخصوصاً أن غيان كان قد قلل أمام الجمعية الوطنية من أهمية الدور الذي قام به تقي الدين في المفاوضات مع ليبيا والتي أسفرت عن إطلاق سراح الممرضات البلغاريات في تموز/يوليو 2007.
والجدير بالذكر أن بعض التسريبات تفيد أن تقي الدين أمن للقذافي شراء سيارة مصفحة تصفيحاً استثنائياً في هذه الفترة، رغم أنه نفى أي مفاوضات مع القذافي «من دون أن يذكر اسمه»، إذ قال «تحدثت هاتفيا إلى غيان في بعض المرات» وأضاف «لكن المفاوضات جرت مع القذافي ورئيس الوزراء (الليبي) مباشرة»، قبلأنينهيمكرراً «لم تجر اي مفاوضات او مساومات تجارية مع الرجل الذي ذكرتم اسمه». وقد نفى في المقابلة أن يكون له أي دور في تمويل الحملة الرئاسية لادوار بالادور في 1995
يمكن قراءة مقابلة تقي الدين بأنها «تلميح بإمكانية إخراج أوراق أخرى من جعبته في حال تخلى عنه ساركوزي وفريق عمله» كما تبدو مجريات الأمور. إلا أنه لم يقطع شعرة معاوية فقال «اعتقد أن نيكولا ساركوزي محاط بأشخاص يمكن أن يضروا به. اتمنى ان يتخلص من فريق يمكن ان يسبب له متاعب».