نفذ المعارضون السوريون تهديدهم ونفضوا أيديهم من وقف إطلاق النار الذي عمل مبعوث الأمم المتحدة كوفي أنان على وضعه في ١٢ نيسان/أبريل. فقد ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن معارضين سوريين قتلوا ٨٠ جنديا على الأقل في تصعيد للهجمات تنفيذاً لهذا التهديد في حال عدم احترام النظام وقف إطلاق النار الذي تدعمه الأمم المتحدة.
وقال مقاتلو المعارضة للمرصد إنهم قتلوا أكثر من مئة جندي ودمروا بعض الدبابات في اشتباكات في أنحاء سوريا بما في ذلك دمشق وإدلب في شمال غرب البلاد. بينما ذكرت الوكالة العربية السورية للانباء انه تم يوم الاثنين دفن ٣٠ من افراد قوات الامن قتلوا بيد مقاتلين للمعارضة.
وقال متحدث باسم الجيش السوري الحر يوم الاثنين إن قوات المعارضة لم تعد ملتزمة بالهدنة بعدما انقضت يوم الجمعة المهلة التي حددوها لالتزام الاسد بها. وقال المتحدث الرائد سامي الكردي لوكالة الأنباء رويترز إن المجلس العسكري للمعارضة قرر إنهاء التزامه بتلك الخطة وانه بدأ اعتبارا من يوم الجمعة «الدفاع عن شعبنا». وطالب الكردي بتحويل بعثة المراقبة التابعة للامم المتحدة في البلاد الى «بعثة لفرض السلام» أو أنيتخذ المجتمع الدولي قرارات «جريئة» بفرض منطقة حظر جوي ومنطقة عازلة للمساعدة في الاطاحة بالاسد.
ولم تكتسب مثل هذه الافكار دعما يذكر في السابق من القوى الغربية فضلا عن روسيا والصين اللتين تنتقدان اي تدخل في سوريا، غير أن مذبحة الحولة التي وقعت في ٢٥ أيار/مايو وسقط فيها ١٠٨ قتلى على الأقل نصفهم تقريبا من الأطفال، ورغم عدم تحديد المسؤولية في ظل تبادل الاتهامات بين المعارضة والنظام، إلا أنها وجهت ضربة قد تجهز على وقف إطلاق النار الذي اقترحه كوفي أنان.
لكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون أبلغ وكالة رويترز يوم الاثنين إن «مهمة أنان لاتزال محورية» لحل الصراع في سوريا. وحث على هامش اجتماع لبنك التنمية الاسلامي في جدة حكومة الاسد على انهاء العنف فورا «باسم الانسانية» وبدء حوار سياسي مع خصومها، وأضاف «نحن منزعجون بشدة مما يحدث».
وسوف يطلع أنان الذي ادخل ٣٠٠ من مراقبي الامم المتحدة الى سوريا للتحقق من الهدنة مجلس الامن على تطورات الاوضاع هناك يوم الخميس المقبل. وقال مسؤول امريكي ان أنان سيلتقي بوزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون في اليوم التالي. والمسؤولون الامريكيون غير مستعدين فيما يبدو للتخلي عن مهمة عنان في سوريا ويأملون بدلا من ذلك في استمالة روسيا أشد داعمي الاسد بين القوى الكبرى لمناقشة حل دبلوماسي قد يؤدي الى تركه السلطة.
ويقول دبلوماسيون في الامم المتحدة بنيويورك انه من غير الواضح ما اذا كان مجلس الامن سيجدد مهمة المراقبين التي تزداد خطورة في سوريا عندما ينتهي تفويضها الذي تصل مدته ٩٠ يوما في ٢٠ تموز/يوليو تقريبا. وقد طلب الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي من مجلس الامن زيادة عدد المراقبين لكن دبلوماسيا قال ان اعضاء المجلس يرون ان هذه الفكرة تنطوي على اخطار كثيرة ومن المرجح الا يقبلها السوريون على اي حال.