- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: تعذيب في المستشفيات واستهداف العيادات الميدانية

دمشق – محمود نصار:

يعد القطاع الطبي والصحي في سوريا من أكثر القطاعات تضررا واستهدافا، حيث تقوم أجهزة النظام، ومنذ تفجرت الانتفاضة، بالإشراف الأمني المباشر على سير عمل المشافي، وباقي المراكز والمؤسسات الصحية في البلاد. وباتت اخبار اعتقال الجرحى من المشافي الحكومية قصصا يومية يتداولها الناس، ونتيجة لذلك يعزف الجرحى وذووهم عن التوجه إلى تلك المشافي، والاستعاضة عنها بعيادات ميدانية بسيطة. عيادات يعمل بها متطوعون يتهددهم خطر القتل والاعتقال والتنكيل منذ مقتل الدكتور علي غصاب المحاميد في درعا، بداية نيسان/ أبريل الماضي. وكانت عائلة المحاميد اتهمت قوات الأمن بإطلاق النار المباشر عليه، أثناء مروره بأحد الحواجز التي تطوق محافظة درعا.

الثورة السورية

وتعرض عدد كبير من المشافي الحكومية والخاصة لمداهمات تم خلالها اعتقال جرحى التظاهرات وافراد من الطواقم الطبية. ولوحظ في الفترة التي تلت عيد الفطر ارتفاع عدد الأطباء والممرضين المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية، التي تسعى بشكل حثيث للوصول إلى أماكن “العيادات الميدانية” المنتشرة في عموم المحافظات. على أن تلك العيادات تفتقد إلى أبسط المعدات الطبية والأدوية، ويعمد القائمون عليها الى استخدام أبر خياطة الملابس في خياطة الجروح، وإجراء بعض العمليات الجراحية من دون تخدير، أو مراعاة لأبسط قواعد السلامة والتعقيم.

كما تشكو هذه العيادات من فقدان أكياس الدم والمحاليل الطبية، ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا نتيجة نزفهم حتى الموت. ويحتل معظم كوادر تلك العيادات رأس أولويات “الحل الأمني” الذي ينتهجه النظام. وفي سياق الحل ذاته، تأكدت أنباء من محافظات مختلفة عن لجوء الأمن و”الشبيحة” الى استخدام سيارات الإسعاف التابعة لوزارة الصحة في تنفيذ عمليات اعتقال وقتل المتظاهرين. كما عمد النظام إلى تقييد حركة سيارات وطواقم الهلال الأحمر، واعتقال وضرب الكوادر التابعة للمنظمة عند الحواجز والنقاط الأمنية المنتشرة، كما حصل الأربعاء الماضي في منطقة باب الدريب بحمص، حيث فتح عناصر الأمن النار على سيارة إسعاف ما أسفر عن إصابة ثلاثة من طاقمها بجروح وصفها مصدر بالمنظمة بالخطيرة.

وذكر جرحى نقلوا إلى مستشفى تشرين العسكري قرب دمشق، بعد مشاركتهم في احدى التظاهرات، أن افراد طواقم المشفى اوسعوهم ضربا وإهانة وتنكيلا منذ اللحظة الأولى لدخولهم المستشفى. وقال محمد (17 عاما)، الذي أصيب في ساقه برصاص الأمن في إحدى ضواحي دمشق ونقل إلى مستشفى تشرين، انه قيّد من يديه ورجليه في سرير، وعمد الممرضون والطبيب المشرف على حالته، إلى ضربه وجلده بسلك كهربائي وحزام عسكري. واضاف انهم كانوا يصرخون به: “بدك حرية يا ابن….؟”. وأشار الى أنه سمع أحد الممرضين يخبر زميلا له عن قيام زميل آخر لهم بالتبول على جرح احد المصابين من محافظة درعا وهو يهتف: “الله، سوريا، بشار وبس”.