- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

من هو أبو يحيى الليبي؟

أبو يحيى الليبي الذي اعلنت الولايات المتحدة مقتله الثلاثاء جهادي برز في صفوف القاعدة عند فراره عام 2005 من سجن اميركي في افغانستان واصبح العقل المدبر لماكينة الدعاية في التنظيم وملهما للجهاديين.
ووصف مسؤولون اميركيون الليبي بانه المسؤول الثاني في القاعدة بعد ايمن الظواهري لكن خبراء امنيين يؤكدون ان قيمته الفعلية تكمن في كونه مصدر الهام للناشطين يتمتع بصفة دينية لم يحظ بها القادة الاخرون.
وهو مواطن ليبي وامضى سنتين يدرس الفقه الاسلامي في موريتانيا. وقد اعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة بقيمة مليون دولار لكي من يعثر عليه قبل ان يقتل الاثنين في ضربة من طائرة بدون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في المناطق القبلية الباكستانية كما اعلن مسؤولون اميركيون.
واتضح دور الليبي عبر الوثائق التي عثرت عليها فرقة الكوماندوس الاميركية في منزل اسامة بن لادن في ابوت اباد بباكستان خلال العملية التي نفذتها وادت الى مقتله في ايار/مايو السنة الماضية كما قال خبير الارهاب بيل برانيف.
وقال برانيف المدير التنفيذي لكونسورسيوم “ستارت” لوكالة فرانس برس “احد المشاكل التي كان يواجهها بن لادن هو ان افرادا كانوا يقومون بكل انواع الهجمات العنيفة لكنهم خرجوا بشكل ما عن مهمة القاعدة الاساسية”.
واضاف “بالتالي كان من المهم جدا لبن لادن وجود اشخاص مثل ابو يحيى الليبي قادرين على توجيه الجيل المقبل من الجهاديين لتنفيذ النوع المطلوب من العنف”.
ولد الليبي في 1 كانون الثاني/يناير 1963 في ليبيا وكان غير معروف تقريبا قبل فراره عام 2005 من سجن قاعدة باغرام الاميركية في افغانستان مما ادى الى ترقيته الى اعلى رتب التنظيم.
وبعد الاستيلاء على مفتاح للزنزانة تسلل الليبي وثلاثة اسلاميين اخرين من امام حراسهم وفروا من السجن ما سبب احراجا للولايات المتحدة وحلفائها وفخرا لدى القاعدة ومناصريها.
وبعد فراره بدأ بالظهور في اشرطة الفيديو التي تبثها الذراع الاعلامية للقاعدة “السحاب” والترويج لقضية الجهاد ورسالته ونقلها الى الجيل الجديد من الناشطين.
والليبي الذي اعتمر على الدوام عمامة سوداء كان في بعض الاحيان يستبدل عباءته بلباس عسكري، عملا بمضمون رسالته.
وفي احد الاشرطة قام بتأنيب علماء مسملين لادانتهم التفجيرات الانتحارية فيما حث في شريط اخر المؤمنين على الانتقام من رسام الكاريكاتور المسيء للنبي محمد في الدنمارك.
والمعتقل السابق الذي تعلم لغتي الباشتو والاردو كان يتنقل باستمرار بين وزيرستان الشمالية والجنوبية، معاقل القاعدة في المنطقة القبلية الباكستانية الخارجة عن القانون قرب الحدود الافغانية.
ونشر 17 تسجيلا صوتيا او شريط فيديو بين عامي 2006 و 2008 حدد فيها اهداف القاعدة على المدى الطويل واولوياتها بحسب انتل سنتر الذي يراقب مواقع الجهاديين الالكترونية.
وقال بارنيف “كانت لديه الصفة الدينية وكان مسؤولا كبيرا عن الة الدعاية نتيجة لذلك”.
واضاف ان “السحاب، الذراع الاعلامية التي تميزت عن الكثير من وسائل الاعلام الجهادية الاخرى كانت المركز الاساسي لعقيدة القاعدة للاشخاص المشتتين جغرافيا وكان الليبي الشخص الذي ينقل في غالب الاحيان رسالة القاعدة”.
وفي معرض تفسيرها لوضع مكافأة لكل من يعثر على الليبي تقول احدى دوائر وزارة الخارجية الاميركية ان “الليبي كان المشجع الرئيسي في حركة الجهاد العالمية ورسائله تنقل تهديدا واضحا لرعايا اميركيين او املاك في كافة انحاء العالم”.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فان الليبي ذهب الى افغانستان في مطلع التسعينيات قبل ان يرسل لدراسة الاسلام في موريتانيا. وعند عودته قام بجولة في مخيمات التدريب التابعة للقاعدة واصبح واعظا دينيا في بلد وقع تحت سيطرة حركة طالبان المتطرفة لبضع سنوات.
واعتقلته السلطات الباكستانية في 2002 ثم سلمته الى الاميركيين قبل ان يسجن في باغرام.
وبدأ المخبرون يرفعون تقارير عن وجوده في وزيرستان الشمالية في مطلع 2008 واشاروا الى تواجده في مير علي وداتا خيل وميرانشاه، البلدات الثلاث التي تعرض بانتظام لضربات جوية من الطائرات الاميركية بدون طيار.
والليبي معروف بانه شاعر وخطيب ماهر وعاش حياة متخفية على الدوام لكنه خرج الى دائرة الضوء عبر خطاباته في تسجيلات الفيديو.
وكان من اشد منتقدي الجيش الباكستاني معتبرا ان عناصره “عملاء يتقاضون اجورا من الولايات المتحدة”.
وقال مسؤول غربي في شؤون مكافحة الارهاب لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه “هو ليس الثاني في سلم القيادة لكنه احد ابرز منظري القاعدة العقائديين وواعظ ديني ويحظى بشعبية كبرى وبنفوذ لدى ناشطي القاعدة”.
واضاف المسؤول “هو بالتاكيد ضمن ابرز خمسة مسؤولين في القاعدة”.