وردة السعدي
سيشهد المناخ الإعلامي انطلاق ثلاث قنوات عربية عام 2012، وقد عبّرت قناتان من بين الثّلاثة عن غايتهما بالتّحديد، فواحدة تنوي الطّعن في إيديولوجية قناة «الجزيرة» والأخرى تريد استقطاب مشاهدي «الجزيرة» إليها ومحقها إعلامياً.
اثنان من القنوات التلفزيونية العربية يتمّ بثهما من بيروت قبل نهاية عام 2011: القناة الأولى التّي ستحمل اسم “الميادين” هي مشروع ثلّة من الصحافيين العاملين سابقا في الجزيرة وتتجلّى غايتهم في “وضع حدّ للدّعاية” في عمليات التّغطية والتّحريض التّي اتسمت بها القناة القطرية خلال الثّورات العربية التّي اندلعت منذ نهاية عام 2010.
القناة الثانية هي تابعة لـ”أحمد الجلبي”، هذا الرّجل السّياسي والملياردير العراقي خلق الشّكوك في الأوساط السّياسية وخاصة في الدّور الذّي لعبه مع الولايات المتحدة في قرار اجتياح العراق عام 2003.
وحسب مدونة “أورويون أنديسكريه” لجورج مالبرونو، وهو صاحفي في جريدة “لوفيغارو” الفرنسية، فإنّ القناة ستقوم بتغطية لمناطق خاصة وهي إيران والعراق وسوريا وتركيا، أي أنّها تخصّ البلدان التّي بقي أحمد الجلبي على اتصال معها بغية إنشاء منطقة تبادل حرّ في الشّرق الأوسط.
أمّا القناة الإخبارية الثّالثة فهي تابعة للملياردير السّعودي الأمير الوليد بن طلال، ابن أخ ملك السّعودية، ويبدأ بثها عام 2012. والأمير الوليد هو رجل أعمال ذاع صيته في قطاعات عديدة، ولاسيما الإعلامية (فهو يمتلك حوالي 5,5% من أسهم مؤسسة “نيوز كوربوريشين” التّابعة لمجموعة عائلة موردوخ). ومع إطلاق قناته الخاصة “العرب”، ينوي الأمير تحدّي زعامة «الجزيرة». وفي خلال مؤتمر صحافي، قال الأمير إنّ هذه القناة الإخبارية الجديدة التّي ستبثّ برامجها على مدار 24 ساعة يوميا ستساهم في مواكبة “التّغييرات الدراماتيكية” التّي تشهدها منطقة الشّرق الأوسط وتعزيز حرية التّعبير في العالم العربي. أمّا مركز القناة فلم يحدّد بعد ويعتقد أنّ تمركزها سيكون سواء في المنامة أو الدّوحة أو دبي أو أبو ظبي أو حتّى بيروت.
كما أعلن الأمير أنّ قناة “العرب” وقّعت اتفاقية مع شركة “بلومبورغ” التّي سترعى إنشاء برمجة حوالي خمس ساعات لتغطية الأخبار الاقتصادية والمالية للمنطقة العربية والعالمية يوميا.
ويبدو أنّ المشهد الإعلامي يعرف موجة غليان، فقناة “سكاي نيوز العربية” (التّابعة لمحطة “سكاي” البريطانية) هي الأخرى من المقرّر إطلاقها في النّصف الثّاني من عام 2012.