- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

الهجوم على القوات الفرنسية في أفغانستان رسالة سياسية

فجر مهاجم انتحاري يرتدي البرقع نفسه بالقرب من دورية فرنسية في أفغانستان يوم السبت فقتل أربعة جنود فرنسيين وأصاب خمسة بجراح في واحدة من أدمى الهجمات على القوات الفرنسية خلال شهور وذلك في الوقت الذي تستعد فيه حركة طالبان لتصعيد هجومها في الربيع. وقع الهجوم في اقليم كابيسا الجبلي بشرق البلاد الذي تجوبه عادة دوريات لقوات فرنسية تعمل تحت قيادة قوات حلف شمال الأطلسي.
وأعلنت حركة طالبان مسؤوليتها عن الحادث الذي وقع في منطقة نجراب باقليم كابيسا قائلة في رسالة عبر البريد الالكتروني ان مهاجما انتحاريا استهدف الجنود الأجانب.
الهجوم الأخير هو عبارة عن رسالة سياسة بالدرجة الأولى فالرئيس هولاند الذي لم يمر شهر على انتخابه قام بزيارة مفاجئة قبل اسبوعين لأفغانستان القائد العام للقوات المسلحة الفرنسية، وأكد خلال الزيارة أن الانسحاب سوف يتم كما هو مقرر.
ثم أن العملية جاءت قبل يومين من انتخابات نيابية حاسمة في فرنسا ثم تقرر ما إذا كان هولاند سوف يحكم بأكثرية اشتراكية أم أنه سوف يدخل في نظام مساكنة في حال وصل اليمين، وهي تجبر السياسيين الفرنسيين على أخد مسألة المشاركة في الحرب في أفغانستان بعين الاعتبار.
أما من الناحية العسكرية فقد أكد خبير فرنسي إن طالبان لم يتعهدوا البتة بوقف الهجمات بمجرد إعلان توقيت الانسحاب. علماً أن مرشحي اليمين واليسار للرئاسة كانا قد أعلنا قرار الانسحاب قبل الانتخابات الرئاسية. وبالطبع فإن الخسائر البشرية تقف وراء هذه القرار خصوصاً وأن المسؤولين الغربيين  بلا استثناء توصولوا إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن ربح الحرب عسكريا في أفغانستان
وساعد توقيت الانتخابات لبناء توافق على هذا القرار.
وكان يمكن أن يكون توقيت الإمسحاب أقرب لولا مسألة العتاد المفروض إعادته، وهو ما يشير إلى «صعوبة الحرب في أفغانستان» وهو ما كان قد خبره سابقاً الإنكليز والسوفيات.
هولاند (وكذلك قبله ساركوزي) كان قد أكد أن «فرنسا سوف تبقى على بعض القوات في أفغانستان لتدريب الشرطة الأفغانية، ويقال أن العدد يراوح بين الـ ٨٠٠ والـ ١٠٠٠، ولربما يأتي هذا الهجوم كجواب على رفض طالبان لهذا العرض.
إذا يمكن القول إن هذا الهجوم كان  رسالة سياسية وإشارة بعدم الرغبة بالتعاون مع قوات فرنسية للتدريب بعد انسحاب القوات المقاتلة