- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“الشواكيش” المصرية تقتحم السفارة الإسرائيلية… وتهدم جدارها

القاهرة ـ محسن فوزي:

اقتحم متظاهرون مصريون، مساء الجمعة، مقر السفارة الاسرائيلية في القاهرة، بعدما اسقطوا “الجدار” الذي شيدته السلطات المصرية امام السفارة  لحمايتها من غضب الشعب المصري.

المتظاهرون، الذين تمكنوا من الدخول إلى مقر السفارة، افرغوا حجرة الوثائق والارشيف من محتوياتها، بإلقائها عبر الشرفات، قبل أن تتدخل قوات الشرطة لفض الاعتصام واعادة السيطرة عليها من المحتجين باستخدام القنابل المسيلة للدموع والرصاص الحي، ما أدى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين وإصابة عشرات آخرين.

وكان مئات من المتظاهرين المصريين نجحوا في هدم الجزء الأكبر من الجدار الإسمنتي الذي أقامته السلطات المحلية المصرية، قبل أسابيع، أمام مبنى السفارة الإسرائيلية في الجيزة، مستخدمين الأساليب اليدوية التقليدية و”الشواكيش” الصغيرة.

جاء ذلك خلال المسيرة التي نظمها شبان مصريون قادمون من ميدان التحرير بهدف إبداء احتجاجهم على رفض إسرائيل تقديم اعتذار رسمي إلى مصر عن مقتل الجنود والضباط المصريين على الحدود بين الجانبين الشهر الماضي، ولانتقاد ما سموه “رد فعل الحكومة المصرية الضعيف على هذه الجريمة”.

وذكر شهود عيان أن المتظاهرين، الذين جاؤوا إلى مقر السفارة استجابة لنداء بعنوان “احمل شاكوشك… واهدم الجدار”، بدأوا في الطرق بقوة على الأجزاء السفلية من الجدار المقام بطول يبلغ نحو عشرين مترا ويفصل بين جسر الجامعة والبناية السكنية التي توجد فيها السفارة الإسرائيلية. وبمرور الوقت بدأت أجزاء من الجدار تتساقط تدريجياً، ومع تزايد أعداد المتظاهرين القادمين من ميدان التحرير ومناطق أخرى، بدأت كتل إسمنتية كبيرة تسقط بالكامل، وذلك وسط تصفيق وتهليل المتظاهرين.

وأشار عدد من المتظاهرين أمام مقر السفارة إلى أنهم لا يسعون إلى اقتحام مبنى السفارة، ولا إلى صدام مع قوات الشرطة العسكرية التي تؤمن المبنى، بل يودون فقط القيام بهذا الإجراء بشكل رمزي، وخصوصاً أن السفارة تشغل فقط شقة سكنية عادية في أحد الطوابق العليا من البناية الشاهقة التي توجد بها شقق سكنية مأهولة.

من جانب آخر، رفض عشرات من المتظاهرين، في “مليونية تصحيح المسار” في ميدان التحرير يوم الجمعة، الرحيل من الميدان في الموعد المحدد سلفاً لإنهاء التظاهرة في السادسة مساء بتوقيت القاهرة. وقالوا إنهم يعتزمون الاعتصام في الميدان، رغم علمهم بأن الشرطة أكدت أنها ستستعيد السيطرة على الميدان بداية من منتصف الليل.

ولكن الجديد في “مليونية” الجمعة 9 سبتمبر، والتي لم يزد عدد المشاركين فيها على عشرة آلاف متظاهر، أن منظمي التظاهرة اختاروا فكرة جديدة لزيادة تأثير التظاهرات، وهو تطبيق تكتيك الخروج من التحرير في مسيرات متفرقة إلى عدد من المواقع لمعالجة النقص العددي الواضح فيها، في ضوء غياب الكتل الرئيسية المؤثرة في الشارع المصري، وهي الإخوان المسلمون وأحزاب التيار الديني والسلفي والجماعة الإسلامية عن المشاركة.

وانطلقت مسيرة من ميدان التحرير إلى مبنى دار القضاء العالي القريب في شارع رمسيس للمطالبة باستقلال القضاء وباستقالة النائب العام، وانطلقت مسيرة صغيرة من بضعة شبان إلى جريدتي الأهرام والأخبار في شارع الجلاء وشارع الصحافة القريبين من التحرير للمطالبة بإعلام أكثر صدقاً ونزاهة، وقامت مجموعة أخرى بقطع شارع قصر العيني القريب من التحرير، بينما توجهت مسيرة من مجموعات “الألتراس”، التابعة للنادي الأهلي، إلى شارع لاظوغلي الذي تقع فيه وزارة الداخلية للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين من مشجعي الألتراس بعد أحداث الشغب التي شهدتها مباراة الأهلي وكيما أسوان في كأس مصر أخيراً، غير أن تظاهراتهم تحولت إلى شغب، بعد قيام متظاهرين يقدر عددهم بالمئات، ومعظمهم من صغار السن، برشق مبنى الوزارة بالحجارة وتحطيم الواجهة الخارجية للمبنى، كما حاولوا اقتحام المبنى.

وشهدت مدينة السويس واقعة أخرى، عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين اقتحام مبنى مديرية الأمن في المحافظة، غير أن قوات الجيش تدخلت ومنعتها من ذلك.