- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

«كابوس» الأطلسي: مواجهة تركيّة إسرائيلية

يخشى الأطلسيون انقلاب المعادلات في حال دخول إسرائيل وتركيا في مواجهة

يخشى الأطلسيون انقلاب المعادلات في حال دخول إسرائيل وتركيا في مواجهة

بروكسل ــ بسّام الطيارة
يعيش الحلف الأطلسي «كابوساً»، حسب وصف أحد العاملين في «مونس»، مركز القيادة العامة، وذلك ليس بسبب «ضياع آثار القذافي» في الصحراء الليبية بل بسبب التوتر المتصاعد بين تركيا وإسرائيل. فالأولى ركن من أركان الحلف وأحد أقوى دعائمه في  الشرق، وخصوصاً بعد التوجهات «المتصلبة» المتوقعة لروسيا بوتين الجديدة. أما الثانية فهي رغم عدم عضويتها القانونية، إلا أنها تشكل زاوية ارتكاز أساسية للحلف يبرر حضور ضباط أركان كبار معظم الاجتماعات المهمة والتنسيق مع غرف القيادة في ما يتعلق بمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، حيثالتوترقائممعالحلفالتركي.
ويتحدث المصدر المقرب، شرط كتم هويته، عن أن «إسرائيل بعثت عبر الحلف بتحذير جدي لتركيا»، حسب قوله، وذلك بسبب «تحركات حربية في البحر المتوسط مقابل المياه الإقليمية الإسرائيلية». ووصف تحليق الطائرات الحربية الإسرائيلية والتركية فوق الحدود المائية لكل من البلدين، وعلى علو منخفض ، بأنها «لعبة خطرة جداً» يمكنأنتقودإلىمواجهة كبيرة من الصعب تصور تطوراتها.
ويدرك المسؤولون في الحلف أن «آثار الهجوم على سفينة كسر الحصار على غزة» لا تزال عالقة كعقبة في سبيل إعادة مياه العلاقات إلى سابق مجاريها، إلا أنهم يشددون على أن «الربيع العربي الذي أسقط النظام المصري وينهك قوى النظام السوري» يتركفراغاًسياسياً وعسكرياً تحاول هاتين القوتين ملأه. ويرى المسؤول بأن «إقحام قبرص في المسألة النفطية» جاء ليزيد من تعقيدات القضية، حيث «جرّ الاتحاد الأوروبي» في صراع هو في غنى عنه وزاد من التوتر بينه وبين تركيا. كما أن النزاع على النفط الذي يمد شباكه ليشمل لبنان ومصر وسوريا، إلى جانب قبرص وإسرائيل، له تشعبات كثيرة تطال عدداً من الملفات الساخنة التي يريد الحلف الأطلسي لأسباب سياسية البقاء بعيداً عنها، مثل ملف اليونيفل والجنوب اللبناني في ما يختص بترسيم الحدود اللبنانية أو ملف الحدود السورية القبرصية وتداخلها بين قبرص اليونانية وقبرص التركية في ظل التوتر بين تركيا وسوريا.
ولا يستبعد المسؤول أن يكون شرق المتوسط على رأس قائمة اهتمامات الحلف الأطلسي السياسية والعسكرية في الشهور المقبلة، وخصوصاً أنه رغم كل التكذيبات العلنية فإن خطط التدخل في سوريا موجودة بحكم «مبدأ الحيطة» حسب قوله، مستطرداً كل جيوش العالم تضع خططاً لجميع الاحتمالات والحلف الأطلسي لا يفعل غير ذلك. إلا أنه في حال ازدادت حدة التوتر بين تل أبيب وأنقرة فإن هذا يقلب رأساً على عقب كل الخطط الموضوعة سابقاً.