شارك عشرات الاف المحتجين في مسيرة مناهضة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، الثلاثاء، وهتفوا “روسيا ستكون حرة” رغم التهديدات بفرض غرامات ثقيلة عليهم يمكن ان تصل في بعض الاحيان الى راتبهم السنوي، وفي تحد للمداهمات التي طالت منازل قادة المعارضة الروسية الاثنين.
وسارت الحشود التي كانت ترفع الاعلام الروسية في شوارع موسكو انطلاقا من ساحة بوشكين عند بدء المسيرة، وقدرت الشرطة أعدادهم بنحو 18 الف متظاهر هتف بعضهم بشعارات مثل “روسيا بدون بوتين”، وحملوا رموزا ساخرة ميزت الجو الفكاهي للاحتجاجات التي عمت موسكو هذا الشتاء.
واعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء انه لن يدع اضطرابات اجتماعية تؤدي الى اضعاف روسيا. وقال في حفل استقبال لمناسبة العيد الوطني الروسي “كل ما يضعف روسيا ويقسم المجتمع غير مقبول بالنسبة الينا. اي قرار او اجراء يؤدي الى تقلبات اجتماعية واقتصادية غير مقبول”. واضاف “كل ذاكرتنا السياسية الوطنية تثبت ذلك”. وتابع “في بلد شاسع ومتعدد الاتنيات مثل روسيا، ان المبدأ الجوهري هو التطور التدريجي”.
وغاب عن المسيرة جميع قادة الاحتجاجات تقريبا نظرا لانهم قيد التحقيق بعد ان احتجزتهم السلطات في سعيها لوقف المسيرة.
وتعد هذه اول احتجاجات حاشدة تجري بعد ان تمكن الحزب الحاكم من دفع البرلمان الى اقرار قانون يرفع قيمة الغرامات على المحتجين الى 300 الف روبل (9000 دولار) وهو ما يساوي اجر الروسي العادي لمدة سنة.
وتاتي هذه المسيرة التي سيعقبها تجمع، بعد يوم من مداهمات قامت بها الشرطة لمساكن عدد من قادة المعارضة في اطار تحقيق جنائي في اعمال العنف في تظاهرة سابقة.
ورد المتظاهرون الثلاثاء على الاساليب القاسية التي تتبعها السلطات بملصق كتبوا عليه “لا لـ1937” في اشارة الى حملة القمع التي شهدتها روسيا في عهد الزعيم السابق جوزف ستالين، ولافتة كتب عليها “اقفوا القمع، انتم تحولوننا الى ثوريين”.
وافرج عن نافالني وياشين وسوبتشاك بعد التحقيق معهم من قبل لجنة التحقيق صباح الثلاثاء، ويتوقع ان ينضموا الى المسيرة في وقت لاحق من اليوم.
وقال فلاديمير ماركن المتحدث باسم لجنة التحقيقات ان “المحققين يريدون معرفة دور هؤلاء في تنظيم التظاهرة الحاشدة يوم 6 ايار/ مايو”. واضاف لاحقا انه جرى التحقيق مع قادة الاحتجاجات على انهم شهود عيان وليس مشتبه بهم في الاضطرابات.
وتتعلق التحقيقات بالمعارك الدموية التي اندلعت بين شرطة مكافحة الشغب والحشود التي كان معظمها من الشباب اثناء تجمع في موسكو عشية تنصيب بوتين رئيسا للمرة الثالثة في السابع من ايار/ مايو.