- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“Dallas” في الإليزيه: تغريدة «الغيرة» تُحرج هولاند

باريس – بسّام الطيارة

أراد فوانسوا هولاند أن يكون «رئيساً عادياً» إلا أن قضية التي اثارتها التغريدة التي وضعتها «رفيقته» فاليري تريرفيلر على موقع توتير لدعم المنافس الاشتراكي المنشق الذي يخوض الانتخابات ضد سيغولين رويال في لا روشيل (غرب) ، شريكة حياة الرئيس السابقة وأم أبنائه الاربعة، أثارت عاصفة انتقادات، وأعادته إلى تحت أضواء «الشعوبية» وصحف «البيبول»، في محاكاة لما حصل مع سلفه نيكولا ساركوزي.
وبات يمكن القول إن مجرد الوصول إلى الإليزيه يقذف بالرئيس إلى حلقة الشعوبية والدراما الاجتماعية. وقد حصل هذا مع ساركوزي الذي أعلن انفصاله عن زوجته سيسيليا بعد أشهر قليلة من وصوله إلى الإليزيه عام ٢٠٠٧ وأعلن بعد أسابيع علاقته بكارلا بروني. وكان هولاند قد وتعهد خلال حملته بعدم الخلط بين حياته الشخصية والقضايا العامة مثل ساركوزي إذ أن عرض حياته الشخصية اثار حفيظة الفرنسيين.
ويتفق الجميع هنا على أن ما فعلته فاليري تريرفيلر  هو غلطة سياسية سوف ترتد على صورة الرئيس إذ أنه قبل ساعات كان قد «سمح» رويال رويال بإعلان «دعمه لها» وهو ما أثار حفيظة مساكنته في القصر الإليزيه فأرسلت «تغريدة» دعم منافس رويال المنشق «أوليفييه فالورني» من دون علمه. ما جعل بعض الصحف تعنون «وزيرة الغيرة» في إشارة إلى دورها في الحياة السياسية، في أول انتكاسة سياسية لهولاند، وهو ما أثلج قلب اليمين الذي دعا أيضاً إلى «دعم المرشح الاشتراكي المنشق لأنه ابن المنطقة» حسب بيان صادر عن حزب المعارضة اليميني.
بالطبع يوجد جانب هزلي  في تلك العلاقة الموصوفة اليوم بأنها «الزوجية الثلاثية» أو «دالاس في الإليزيه» كما وصفها معلق،  لأنها كشفت عن خصومة شخصية بين شريكة حياة الرئيس اليوم التي تغار «حتى الموت» من شريكة حياته السابقة رويال. ورغم محاولة تريرفيلر اعتبار ما قامت به تعبيراً عن «حريتها السياسية وأيها الشخصي» وعدم رغبتها في لعب الدور التقليدي للسيدة الاولى  إلا أن هذذ الضبابية في دورها  بدأ يسبب مشاكل للرئيس. فهي تريد المحافظة على عملها كصافية وتريد أن تعيش يومياً مع الرئيس في دور «السيدة الأولى» وبالتالي ترافقه في البروتوكول كما حصل في الولايات المتحدة. ونددت الصحب بهذا «الخلط المثير بين السياسة والحياة الخاصة» وكتبت صحيفة «لألزاس» تقول إن هذه التغريدة «دمرت في بضعة سطور أشهراً من جهود هولاند في أن يبدو قوياً وهادئاً».
وقبل أن تهدأ العاصفة حدث تطور إذ أعلنت ترييرفيلر لوكالة «أ ف ب» أن حسابها على تويتر «تعرض على ما يبدو للقرصنة» في إشارة إلى ظهور تغريدة جديدة على شكل رابط لمقال يروي أنها طلبت من صحيفة «لوموند» سحب صورتين لها التقطتا لدى التقاط صور رسمية لزوجها في الاليزيه.
وقالت إنها لم ترسل هذه التغريدة وانها لم تطلب سحب الصورتين، إلا أن الصحيفة أشارت إلى أن وكالة «ماغنوم» اتصلت بها تطلب سخب الصورتين نقلاً عن لسان ترييرفيلر، وهو ما رفضته «لوموند».
آخر استطلاع للرأي يدل على أن سيغولين ستخسر بفارق كبير أمام المنشق فالورني، وقد دعا رئيس الوزراء جان مارك ايرولت فالورني الى «تحمل مسؤولياته» والانسحاب لصالحها، بعد أن بيّنت الأرقام حصول رويال على ٤٢ ف يالمئة مقابل ٥٨ في المئة للمنشق بسبب دعم اليمين له.
وبالطبع وضع عدد من المسؤولين الاشتراكيين اللوم على شريكة هولاند ،قال رئيس المجموعة الاشتراكية في مجلس النواب «فرنسوا ريبسامان» «يجب ان تتعلم (ترييرفيلر) كيف تتصرف بما يمليه موقعها، اي ان تلزم التحفظ» فيما  اعتبر «كلود برتولون» النائب المقرب من هولاند «انها غلطة” وقال «كل ما يخرجنا عن خط الحملة الانتخابية يشجع الامتناع عن التصويت ويصب في صالح المعارضة (…) كان يجب ان نكون الان بصدد التعرض للتقارب بين اليمين واليمين المتطرف» عوض عن الحديث حول التغريدة.
إذ يسعى الاشتراكيون الى اثارة النقاش حول العلاقة الملتبسة بين اليمين وبين حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف خلال هذه الفترة الفاصلة بين جولتي الانتخابات التشريعية. وقد نددوا باستراتيجية “لا-لا” (ni – ni) ، اي لا للجبهة الوطنية وأيضا لا لليسار، التي اعتمدها الاتحاد من اجل حركة شعبية بالنسبة للجولة الثانية، معتبرين ان اليمين يستعد لعقد “تحالف” من اليمين المتطرف.
وقال رئيس الوزراء جان مارك ايرولت في هجوم مضاد “من المؤكد انهم يتجهون الى ذلك بلمسات صغيرة لكن الـ+لا-لا+ هذه تعد قطيعة مع ما كان يحدث منذ زمن طويل”.