- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

معرض الجمال والفرح: أعمال لفنانين سوريين في بيروت

بيروت – “برس نت”

لم تمنعهم الظروف الاقتصادية الضاغطة ولا حرّ الصيف الذي يُلهب معه حركات الاحتجاج في الشوارع بين الحين والآخر، وغياب الكهرباء عن بيوت لبنان لساعات طويلة، وتداعيات الأزمة الدموية في الجارة سوريا، من خلق مساحة من الجمال وسط العاصمة بيروت على أيدي فنانين تشكيليين سوريين أرادوا رسم صورة وطنهم بغير دماء ولا سلاح.

في قاعة مركز بترا للثقافة والفنون في بناية رسامني الواقعة على إحدى نواصي شارع الحمراء في بيروت، التقت أكثر من 114 لوحة فنية ومنحوتة تنتمي لفنانين تشكيليين سوريين في معرض افتتح في 14 حزيران الحالي تحت عنوان “2+ 14″، ويستمر حتى 23 منه.

وقد حرصت الجهة المشاركة (صالتا Epoque  في حلب وLa Galleria في دمشق)، على رفد المعرض بلوحات متنوعة تعود الى مدارس فنية عديدة، وأعمال منحوتة من خشب ومعادن بالغة الروعة والاتقان.

توضح مديرة مركز بترا للثقافة والفنون، الرسامة نيرمين أبو خليل، أن منظمو المعرض حرصوا على مشاركة فئات عمرية مختلفة وأساليب فنية متنوعة، فتفاوتت الأعمال بين أحجام مختلفة وتعددت وسائل الرسم بين الزيت والأكواريل اضافة الى لوحات استخدم فيها الرمل.

عن سبب تخصيص هذا المعرض لفنانين سوريين وفي هذا الوقت بالذات، تقول الفنانة التشكيلية أن “صاحب صالتي Epoque  في حلب وLa Galleria في دمشق، نسّق معنا حول افتتاح معرض من هذا القبيل، مبدياً استعداده لتأمين اللوحات من صالتيه، وبالفعل باشرنا العمل على تنظيم المعرض بغض النظر عن الظروف الاقتصادية والأمنية، لأننا بحاجة الى الفرح والجمال للخروج من هذا الواقع الذي نعيشه”.

وتضيف أبو خليل أن “هذا الوقت هو أكثر وقت نحتاج فيه الى تقديم الجمال والفرح. المهم أن نقدّم للناس شيئاً جميلاً والثقافة على مر العصور تحكي عن الواقع وتخبرنا بما حصل من قبل”.

الجدير ذكره أن فترة رسم معظم هذه اللوحات اتت  قبل اندلاع الاحتجاجات في سوريا، لذلك لم تتضمن هذه الأعمال صور مأساوية أو دموية، بل تميزت بتشكيلة واسعة من الفنون التعبيرية، والانطباعية  والسوريالية  والجداريات البالغة الأناقة، اضافة الى لوحات استخدم فيها الرمل الملون فبدت مثل فسيفساء تاريخية.

أما المنحوتات فتمرأت بأشكال ناعمة وصغيرة، تؤكد ابداعية صانعيها وقدرتهم على تطويع المادة وخلقها من جديد بصورتها المطلوبة.

وعن عدم مشاركة أعمال جديدة تنعكس فيها الأزمة الحالية التي تشهدها سوريا، ترى نيرمين أبو خليل، أن معظم الفنانين التشكيليين في سوريا في حالة مشوشة، مضيفة أنها في كل الأحوال لا ترغب باظهار المآساة من خلال الفن، “لأن إظهار المآساة هو إظهار للضعف بينما المطلوب  اظهار القوة والشئ الجميل”.

عن أعمالها الجديدة، تصف ابو خليل نفسها بالمقلّة، لكنها ترى أن أقرب مدرسة لمزاجها هي المدرسة التعبيرية “أعبر من خلالها عن داخلي وحتى عن أي قضية. أرسم ما أراه وأُخرج من خلاله إحساسي”.

الا ان الفنانة التشكيلية التي تستضيف في صالتها المعرض الثاني الدماعي من نوعه، تعدنا بمعارض عربية أخرى، ففي صالتها المتواضعة، وسط شارع الحمراء البيروتي العريق بعلاقته بالثقافة،  تزاحمت الأعمال التشكيلية الجميلة وحملت تواقيع نحو  14 رساماً و3 نحاتين، كان من بينهم، برصوم برصوما وسبهان آدم زناظم الجعفري ونشأت المدرس وزهير حسيب وصبري رفائيل وأحمد دبا وعلي مقوص وآخرون.