- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: سليمان والمر يطويان صفحة فضائح ليكس

المصالحة تأتي في سياق إعادة ترتيب سليمان لتحالفاته قبل الانتخابات النيابية

المصالحة تأتي في سياق إعادة ترتيب سليمان لتحالفاته قبل الانتخابات النيابية

بيروت ــ «أخبار بووم»
بعد خصام امتد لأشهر، وتسبب في تغيب عائلة المر للمرة الأولى في تاريخ حكومات ما بعد الطائف عن تشكيلة الحكومة اللبنانية، «فُرجت» بين الرئيس اللبناني ميشال سليمان، ووزير الدفاع السابق الياس المر، بعدما نال الأخير رضا وصفح المتربع على الكرسي المسيحي الأول في لبنان.
صفح رئيس الجمهورية عما قاله وزير الدفاع السابق بحقه سواء في «الحقيقة ليكس» عندما أسر للجنة التحقيق الدولية بأن سليمان، الذي كان يتولى منصب قائد الجيش، «اختير على رأس المؤسسة العسكرية لانه كان أضعف ضابط في الجيش»،  أو في «ويكيليكس» عندما وصف أداءه في أحداث أيار من العام 2008 بأنه «متآمر وجبان».
وجاء الصفح بعد وساطات ومحاولة قادها الياس المر. أما التوقيت فلا يمكن فصله عن رغبة رئيس الجمهوري في اعادة ترتيب تحالفاته استعداداً لمرحلة الانتخابات النيابية المقبلة، ولا سيما أن استقبال سليمان للمر يتزامن مع استقباله القيادي السابق في التيار الوطني الحر، عصام أبو جمرة.
ويدرك سليمان جيداً أن لآل المر قاعدة شعبية ارثودوكسية واسعة لا يمكن الاستهانة بها. كما أن تواجد آل المر، كما يطمح أبو الياس، إلى جانب سليمان في اي حكومة قادمة، يجعل سليمان يتخلص من العبء الذي وقع فيه عندما اختار وزراء لا يتمتعون بثقل شعبي في مناطقهم لتمثيله حكومياً.
ولذلك حرص سليمان والمر بعد اللقاء الذي جمعهما أمس، على تأكيد نجاح «عملية غسل القلوب»، متحسبين لأي فضائح جديدة بدعوة رئيس الجمهورية اللبناني إلى «الكف عن السجالات وتجاوز المرحلة الماضية بما فيها الاتهامات المتبادلة على خلفية ما ينشر من وثائق ومحاضر لقاءات في وسائل الاعلام نظراً لافتقاره في غالبية الأحيان للدقة وتعمده الاجتزاء، كما أنه لا يعكس الظروف القائمة في حينه، فضلاً عن انعكاساته السلبية على الواقع الداخلي انطلاقاً مما تم ارساؤه منذ اتفاق الدوحة والذي لا تزال روحيته قائمة وواجبة».
كذلك اعتبر سليمان أن ما ينشر «لا يعبر عن الواقع الراهن للعلاقات بين المرجعيات والقيادات ونظرتها المتبادلة إلى بعضها بل ربما يعبّر او يعكس نيات واستنتاجات  كاتبيه لتأجيج الخلافات، ولا يجوز تالياً اعارته الاهتمام المبالغ فيه حرصاً على الاستقرار الداخلي والوحدة الوطنية».
من جهته، أكد  وزير الدفاع السابق أن هدف نشر وثيقة ويكيليكس «كان اثارة خلاف وانفصال بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان واصدقاء له من فترة 25 سنة واعتبروا أنهم نجحوا جزئياً لفترة شهرين أو ثلاثة وحققوا هدفهم، ولكن لا يصح إلا الصحيح».
كما حرص المر على التأكيد أنه «لا تجمعنا بسليمان لا المراكز ولا المصالح بدليل إنني اليوم خارج الحكومة، وما يجمعنا هو كل شيء وما يفرقنا لا شيء».