- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: اتفاق بين أوباما وبوتين ينتظر الانتخابات الأميركية

باريس – بسّام الطيارة
تقول كافة التسريبات بأن «أوباما سوف يضغط على بوتين» في الملف السوري أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فيقول إنه والرئيس الامريكي باراك اوباما توصلا  في قمة مجموعة العشرين في المكسيك الى عدة «نقاط مشتركة» خلال المحادثات الخاصة بالازمة السورية مشيرا الى انهما سيواصلان مباحثاتهما. ويقول ديبلوماسي غربي متابع لـ«برس نت» بإن «الاتفاق حاضر ولكن…»، وفي الواقع يؤكد هذا مصدر أن الاتفاق بين الأميركيين والروس «موجود ولكن بوتين الرئيس المنتخب حديثاً يريد أن يكون الاتفاق مع الرئيس الأميركي الجديد». أن يكون أوباما أو منافسه ميت رومني المهم أن «لاعب الشطرنج بوتين» يريد ضمان ديمومة أي اتفاق، إذ أن «بيكار الاتفاق واسع جداً» كما يقول الديبلوماسي.
ويشرح بأن هذا الاتفاق الذي توصل إليه الروس والأميركيين يشمل في آسيا الوسطى مسألتي النفط والغاز وسبل عبور (أو انسحاب) قوات الحلف الأطلسي، وفي الشرق الأوسط المحافظة على المصالح الروسية في البحر الأبيض المتوسط أي في قاعدة طرطوس البحرية أيا كان النظام المقبل. إلا أن الجديد حسب الديبلوماسي فهو طلب الروس من واشنطن ضمان أن «تكف السعودية وقطر عن دعم الحركات الإسلامية الناشطة في القوقاز». وكل ذلك مقابل «فقط التخلي عن بشار الأسد وليس النظام كهيكلية ضامنة لديمومة الدولة». إذا مختصر الاتفاق فيما يتعلق بالصراع الدائر في سوريا هو «ذهاب الأسد وبقاء النظام من دون أيدي ملوثة بدماء الثوار».
يتعجب الأميركيون ومعه الديبلوماسي من أن كل بنود الاتفاق حاضرة ولكن روسيا ما زالت ثابتة على موقفها الداعم للأسد، وبالطبع لا يقول الروس بأنهم ينتظرون الإدارة الجديدة أي بعد حوالي خمسة أشهر وإن لمحوا مراراً لمحاوريهم الغربيين في الاسبوع الماضي بأن «شمولية الاتفاق تتطلب توسعاً في دقائق الأمور». ويوافق الخبراء هذا التشخيص خصوصاً أن ملف آسيا الصغرى يشمل مشروع «نابكو» الذي تدعمه واشنطن بقوة ويراه الروس «حربة موجه لصادراتهم نحو أوروبا». والحديث عن تصدير غاز بحر قزوين يمس بشكل غير مباشر السعودية وخصوصاً قطر المنافس القوي للغاز الروسي والقزويني. ومن هنا ترى موسكو ضرورة توقيع اتفاق «يدوم إلى ما بعد الانتخابات الأميركية» ويضمن «احترام السعوديين والقطرين».
وإيران؟ الجواب يأتي من «المنطقة»: لا يتردد لحظة واحدة ديبلوماسي يتنقل بين الشرق الأوسط وأوروبا بالإجابة «إيران عامل تفاوضي في التكتيك الروسي» ويتابع مؤكداً «إنها مادة تفاوض روسية»، ولكنه يستطرد بأن «استراتيجية إيران تأخذ بعين الاعتبار هذا الاتفاق الأميركي-الروسي» وهي كما هو حال روسيا «باتت في حقبة ما بعد الأسد». ويتوسع بالشرح ويقول بأن «محمد علي تسخيري رجل المهمات الصعبة ذهب إلى أنقرة وفتح قناة تفاوضية مع الإخوان» ويلفت الديبلوماسي الانتباه إلى مقابلة للسفير السابق في لبنان محمد رضا رؤوف شيباني الذي يشغل منصب مساعد وزير الخارجية الإيراني في موقع «الانتقاد» الإلكترونية  والذي «نقل حرفياً في صحيفة /الوفاق/ الرسمية في إيران»، ويقول شيباني في المقابلة «إننا نتحاور مع المعارضة في الداخل وفي الخارج»، ويرى في مثل هذا التصريح «تلويحاً بأن إيران على بينة بما يحصل بين واشنطن وموسكو». ويضيف الديبلوماسي المخضرم بأن الفترة التي تفصل اليوم عن ما وراء الانتخابات الرئاسية هي «فترة سماح بالنسبة للملف النووي الإيراني» وأن الإيرانيين هم أفضل من «بعرف استعمال تمرير الوقت لكسب مواقع تفاوضية».
وفي هذا الاثناء يبدو وكأن المتقاتلين على الأرض السورية يدركا وجود فترة السماح هذه فازدادت وتيرة العنف من قبل النظام وهو ما وصفه برنار فاليرو الناطق الرسمي لوزارة الخارجية الفرنسية بأنه «قمع بلا هوادة وخاصة في مدينة حمص» متحدثاً عن ضرورة «فرض خطة كوفي أنان للسلام » من قبل الأمم المتحدة. ولكن أيضاً لوحظ اتساع عمليات «المقاومة» والضربات التي يقوم بها الثوار وكأن النظام والمعارضة في سباق مع الوقت الذي يركض نحو الانتخابات الأميركية.