- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ثلاثة انتخابات … وتشييع

شهد يوم الأحد في السابع عشر من حزيران الجاري، مجموعة من الاحداث الإعلامية بامتياز، تجاوزت بمشهديتها التغطية العادية التي ترافق تطورا سياسيا أو أمنيا، لترسم بكل منها محطة مفصلية سيكون لها إنعكاسات في السياسة وربما في الامن أيضاً.

الحدث الابرز كان الانتخابات الرئاسية المصرية، إلا ان الحدث تحول إعلاميا من نتائج الانتخابات التي رجحت فوز محمد مرسي، الى الخطوات والاجراءات التي أعلن عنها المجلس العسكري والمتمثلة بحل مجلس الشعب، وصولا الى الإعلان الدستوري، الذي منح نفسه صلاحيات مطلقة بالتشريع والقضاء والمال والجيش، لجهة قرار الحرب والسلم، مما قلص من صلاحيات رئيس الجمهورية، وهو ما إعتبره الاعلام خطوة إستباقية لوصول مرسي الى الرئاسة، من أجل تقييده، وإبقاء القرار العسكري والتشريعي بيده، وبالتالي أيضاً القرار السياسي. وهنا جاءت التحليلات لتتحدث عن مرحلة جديدة في مصر، ستشهد تحولا في الصراع باتجاه إحكام قبضة العسكر على مؤسسات الدولة في مواجهة القوى الثورية الليبرالية واليسارية والناصرية والاسلامية، المفككة ما بين الثوار الداعين لبناء الدولة المدنية والاحزاب الاسلامية وعلى رأسها الاخوان المسلمين، المنظمين إنما غير الممسكين فعليا بالشارع واللعبة السياسية الداخلية.

المشهد الانتخابي الثاني، جاء من فرنسا حيث ركز الاعلام الغربي ولا سيما الاوروبي، على نتائج  انتخابات التشريعية الفرنسية، والتي على رغم تحقيقها للتوقعات بفوز الاشتراكيين، شهدت مفاجآت لجهة غياب نجوم الانتخابات الرئاسية، مثل مارين لوبن زعيمة الجبهة الوطنية وخسارتها، كما خسارة سيغولين رويال الاشتراكية، وظهور الصراع ما بين رويال وصديقة الرئيس فرانسوا هولاند، الى العلن، وما رافق ذلك من تقارير وكتابات إعلامية قد تنعكس على العلاقة داخل الحزب الاشتراكي، إضافة الى مفاجأة خسارة وجوه من حزب اليمين (UMP ) ومنهم ميشال أليو ماري وكلود غيان وغيرهما . هذا المشهد الفرنسي، ورغم مفاجآته، يبقى الأهم بالنسبة للتحاليل موقع فرنسا في أوروبا والعلاقة الجديدة بين المانيا وفرنسا من أجل تطبيق الخطة الاوروبية في موضوع الأزمة الاقتصادية، وهنا ركز الاعلام على فرنسا الاشتراكية رئاسة ومجلسا وحكومة، التي ستتحمل مسؤولية الحكم في هذه المرحلة الدقيقة إقتصاديا، في حال فشلت العلاقة بين ميركل وهولاند من أجل حل الخلافات حول سياسة التقشف والفدرالية  الاوروبية وغيرها من الملفات العالقة .
أما المشهد الانتخابي الثالث، فجاء يونانيا، في ظل إنتظار وإهتمام إعلامي بترقب وحذر، لأن التصويت في هذه الانتخابات التشريعية، كما وصفه الاعلام هو إما على اليورو أو الدراخما، بمعنى إما الانتخاب لبقاء اليونان في منطقة اليورو أو عودتها الى العملة القديمة. المشهد اليوناني كرس بقاء اليونان في المجموعة الاوروبية، وهو ما عكس إرتياحا أوروبيا ، على الرغم من النقاش الذي عاد مجددا بالنسبة للشروط الاوروبية، وتخفيف شروط السياسة التقشفية، وهي أزمة ستأخذ وقتا طويلاً للحل.
هذه المشاهد الانتخابية الثلاث، والتي إنعكست في الاعلام الدولي والعربي، تزامنت مع مشهد إعلامي عربي، وهو تشييع ولي العهد السعودي الامير نايف بن عبد العزيز، الذي توفي السبت، وتم دفنه الأحد بمشاركة عربية ودولية، وعين الامير سلمان بن عبد العزيز، وليا للعهد مكانه، وهو ما طرح من جديد، أسئلة في الاعلام عن الإصلاحات التي قام بها الملك عبد الله لجهة قيام هيئة البيعة وتطويرها من أجل المحافظة على الاستقرار السياسي في المملكة العربية السعودية .
ثلاثة إنتخابات .. وتشييع، تفاوت إهتمام الاعلام بها، إلا أنها من دون شك، سترسم ملامح تغيير أو تحول، يكون له إمتداد على الواقع السياسي والاقتصادي المستقبلي عربيا وأوروبيا  وحتى عالميا.