استعدت فرق الاغاثة يوم الاربعاء لدخول مدينة حمص السورية المتنازع عليها لإجلاء مصابين ومدنيين محاصرين نتيجة للقتال المستمر منذ عشرة ايام بين المعارضين والقوات الموالية للرئيس بشار الاسد. ووافق طرفا الصراع على طلب اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف لوقف القتال مؤقتا.
وتقف فرق من الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر السوري على أُهبة الاستعداد للذهاب الى حمص بعد انجاز الترتيبات النهائية. وقالت بياتريس ميجيفان-روجو المدير الاقليمية لعمليات اللجنة الدولية للصليب الأحمر “القتال مستعر منذ اكثر من عشرة ايام بين الجيش السوري وجماعات معارضة مسلحة في العديد من احياء مدينة حمص.” واضافت “مئات المدنيين محاصرون في الحي القديم في حمص غير قادرين على المغادرة واللجوء إلى مناطق أكثر أمنا بسبب استمرار المواجهات المسلحة.”
وقال سكان في حمص مؤيدون للمعارضة ان مقاتلي المعارضة وقوات الاسد مازالوا يشتبكون في معارك ضارية مساء الأربعاء في عدة أحياء تريد لجنة الصليب الاحمر دخولها.
ومع تطور الامور في سوريا عبر زعماء العالم عن اختلافهم بشأن الصراع في قمة العشرين التي عقدت في منتجع لوس كابوس بالمكسيك.
ويسود انقسام شديد العالم الخارجي الذي يشعر بالانزعاج لكنه عاجز فيما يبدو عن حل الازمة في رد فعله ازاء الصراع الطائفي المتزايد الذي يهدد بأن يصبح حربا بالوكالة لقوى اقليمية. إذ قال الرئيس الامريكي باراك اوباما ان الاسد فقد الشرعية كاملة وان من المتعذر تصور أي حل للعنف في سوريا يبقيه في السلطة. لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال للصحفيين في نهاية القمة “نعتقد انه ليس من حق أحد ان يقرر للدول الاخرى من الذي يجب ان يتولى السلطة ومن الذي يجب ان يعزل من السلطة.”
ووصلت الجهود الدولية لوقف العنف الى طريق مسدود لان روسيا والصين عرقلتا اتخاذ أي اجراء صارم ضد الاسد. وهما تقولان ان الحل يجب ان يأتي من خلال حوار سياسي وهو اسلوب ترفضه أغلب عناصر المعارضة السورية.
لكن خطة السلام التي اقترحها الوسيط الدولي كوفي عنان انهارت تقريبا والغرب غير مستعد للتدخل عسكريا مثلما فعل في ليبيا العام الماضي لدعم معارضي معمر القذافي
وفي السياق قالت وكالة الانباء الايطالية (أنسا) ان قنبلتين مزروعتين على جانب طريق انفجرتا في قافلة تضم صحفيا ايطاليا اثناء سفرها الى بلدة درعا في الجنوب ما أدى الى مقتل شرطي سوري واصابة ثلاثة اخرين. ولم يصب كلاوديو اكوجلي مراسل الوكالة بأذى.