- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لبنان: للرذالة بقيّة

جمانة فرحات

هو قدر محتوم. هو غباء. هو رغبة في الغوص في المجهول. هو هذه الصفات جميعها. قد يكون كذلك أو قد لا يكون، لا فرق. فالأمر الوحيد الثابت في لبنان رذلاؤه، وزعرانه، وقطاع طرقه. أيضاً، هنا الفرق ليس بالمهم, فالهدف سيتحقق شاء من شاء وأبى من أبى. الزعران، المحششون والحزبيون حتى النخاع يتحكمون بالبلاد كلما خطر لهم ذلك. وما حدث بالأمس من استهداف قناة الجديد وقطع الطرقات في عدد من أحياء العاصمة بيروت على مرأى من الأجهزة الأمنية، ومن ثم قيام أحد الأحزاب بنشر مسلحيه، بينما كانت القوى الأمنية بعد استفاقتها من سباتها العميق، تلاحق المشتبه بهم  في عقر دارهم، أمر قد يكون وصفه بالمخزي أقل مما يستحق.

ولكن أين المفر؟ وما الحل؟ الكلام كثير لكنه لم يعد يغني عن جوع أو يسمن. فهؤلاء الذين تحدثوا عن أوامر لديهم لافتعال الأزمة، من دون حتى أن نفهم ما السبب الحقيقي لهذا التصرف، لا يوجد مكان للحديث العاقل معهم. فمن يتناسى همومه الاجتماعية والاقتصادية وبطالته وحرمانه من الكهرباء والجوع الذي ينهش بطون أبنائه، ويختار سبيل الرذالة بأوامر حزبية، بينما مسؤولوه يظهرون على الشاشات يتبرأون منه ويستنكرون، كيف يمكن اقناعه بخطر فعلته؟ بضرورة تصويب دولابه وبنزينه نحو زعيمه الحزبي؟

على الأرجح ليس هنا من سبيل، ولا يجب الخجل من اعلان الافلاس والعجز عن مواجهة هذه الظاهرة العابرة للطوائف في لبنان.لا يجب التردد ولو للحظة في الاعلان صراحة عن اليأس من هذا البلد ومواطنيه قبل سياسييه. لايجب التردد في لعنة وجود بلد اسمه لبنان وشعب يحمل صفة المواطن اللبناني. فعن أي بلد أو مواطن نتحدث. إنها المزرعة، من فيها مدجنون، تعرضوا لغسيل دماغ مذهبي أيضاً لا فرق. هم مجانين ولكنهم مسيطرون. فبئس هذا الوطن، وبئس الفئات المعترضة التي اكتفت بالاعلان عن امتعاضها سراً او اختارت التحذير بصوت منخفض وخلف الأبواب المغلقة. فإما التحرك الجدي وإما الإستسلام والإكتفاء يمشاهدة  المسلسل بفصوله المتعددة وتوقيته المتنقل وفقاً لمقتضيات الزعرنة وأسبابها.