- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حرب على الابواب؟

حسام كنفاني

ماذا بعد الاحتكاك الجوي السوري التركي الاسبوع الماضي؟ سؤال بات على كل شفة ولسان، وخصوصاً في ظل التوتر القائم بين الدولتين والذي كان ينذر، منذ بداية الأزمة، بعمل ميداني لم تتضح معالمه.

في بداية الانتفاضة السورية، ومع ظهور الاصطفاف التركي بشكل واضح، جرى الحديث عن المنطقة العازلة “لحماية الشعب السوري”. هذا المصطلح استعمله الاتراك في اكثر من مناسبة، ولوحوا به في أوقات عدة، لكنهم كانوا دائماً يعمدون الى ارجاء تنفيذه لاعتبارات مختلفة، في مقدمتها عدم وجود غطاء دولي لمثل هذه الخطوة التي من شأنها جر المنطقة الى حرب إقليمية، وربما دولية، تمتد أطرافها من سوريا وتركيا لتضم روسيا وإيران وحلف شمال الأطلسي وإسرائيل.

هل تغيرت المعطيات اليوم، وهل باتت امكانية الحرب ممكنة، او الغطاء الدولي متوافراً. الاجابة عن مثل هذا السؤال تحمل اكثر من بعد ومعطى وكلها تصب في خانة التحضير لمثل هذه الحرب وليس شنها في الوقت الحالي.

الغطاء الدولي هو ما تسعى أنقرة الى تأمينه في الوقت الراهن لتنفيذ خطوة رد اعتبار لإسقاط طائرتها. فأنقرة ودورها الذي ترسمه لنفسها في المنطقة باتا امام لحظة مفصلية، وخصوصاً ان المرحلة الماضية لم يشهد العالم من أنقرة سوى أقوال ووعود بالتحرك، كانت تنتهي دائماً الى لا شيء. الوضع الان بات مختلفا، وموقع تركيا على المدى البعيد بات مهددا، وبالتالي فوريثة الامبراطورية العثمانية لن تتمكن من تأمين ضبط النفس المطلق الذي يريده الغرب عموماً، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، في هذه المرحلة.

بناء عليه، فالعمل التركي والمسعى نحو الأطلسي يأتي لتأمين الغطاء اللازم لأي رد فعل مقابل لما تعد له أنقرة، وترى فيه رد اعتبار مؤقتاً. انتظار ما تقوم به أنقرة، وما سيستتبعه، سيضعان المنطقة في أجواء الحرب الساخنة، بعد ما عاشته من تلك الباردة. الانتقال من الأجواء الى الحرب الفعلية يحتاج الى ضوء اخضر، لن يصدر قبل انتهاء الانتخابات الرئاسية الاميركية.