يجتمع وزراء الخارجية من الدول الكبرى ودول بالشرق الاوسط في جنيف يوم السبت بهدف السعي لانهاء العنف في سوريا والاتفاق على مبادئ الانتقال السياسي فيها.
ودعا وسيط السلام الدولي كوفي أنان اليوم الاربعاء إلى عقد الاجتماع مع تدهور الموقف في سوريا بمهاجمة قوات المعارضة المسلحة لمحطة تلفزيون مؤيدة للحكومة في دمشق واندلاع القتال في ضواحي العاصمة.
وقال أنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا انه دعا وزراء الخارجية من الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن – بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة – بالإضافة إلى تركيا والاتحاد الأوروبي والعراق والكويت وقطر.
ولم يشر أنان في بيانه إلى ايران الحليف الاقليمي الاهم بالنسبة لسوريا.
واعترضت الولايات المتحدة وبريطانيا على اي مشاركة لايران بسبب توقف المحادثات معها بشأن برنامجها النووي. واتهمت الدول الغربية ايران بمساعدة حكومة الرئيس السوري بشار الاسد على ارتكاب اعمال وحشية خلال حملتها لاخماد انتفاضة ضد حكمه بدأت قبل 16 شهرا.
وقال أنان ان الهدف من المحادثات التي تستمر يوما واحدا هو البحث عن اجراءات لضمان التنفيذ الكامل لخطته للسلام المكونة من ست نقاط ولقرارات مجلس الامن ومن بينها القرار الخاص بالوقف الفوري للعنف.
وقال أنان الذي كان امينا عاما للامم المتحدة والحاصل على جائزة نوبل للسلام “مجموعة العمل الخاصة بسوريا ستتفق على مبادئ واجراءات انتقال سياسي بقيادة سورية يحقق آمال الشعب السوري كما ستتفق على اجراءات من شأنها ان تجعل هذه الاهداف حقيقة على ارض الواقع.”
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) ان الاسد “لا يمكنه الان العودة للسيطرة على الوضع في سوريا. اعتقد ان نظامه محكوم عليه بالانهيار والمسألة فقط هي متى يحدث ذلك.”
واضاف هيغ انه يجب تفادي حدوث هذا الانهيار بصورة دموية في سوريا.
وقال “(يجب علينا) ان نحاول تنظيم انتقال سياسي بقيادة سورية يتضمن رحيل الاسد. علينا ان نعمل معا من اجل ذلك. وهذا ما نحاول عمله مع روسيا والصين وامريكا في الوقت الحالي.”
ومن المقرر ان تحضر وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون المحادثات. وقالت كلينتون خلال زيارة تقوم بها إلى هلسنكي انها تحدثت إلى أنان ثلاث مرات خلال الساعات الاربع والعشرين الماضية.
وقالت “لقد وضع خارطة طريق واضحة للانتقال السياسي. وهو ينشرها للتعليق عليها. قدمت دعمنا للخطة التي قدمها.”
واضافت “نعتقد انها تجسد المبادئ المطلوبة لأي انتقال سياسي في سوريا من شأنه ان يقود إلى نتيجة سلمية ديمقراطية وتمثيلية تعكس ارادة الشعب السوري.”
وقالت كلينتون ان اي دولة تشارك في المحادثات يجب ان تدعم خطة أنان لنقل السلطة وخطته الاصلية ذات النقاط الست والتي تضمنت وقف العنف والتأكيد على حق التظاهر والاحتجاج.
واشار وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الى الحاجة إلى صدور قرار وفقا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة – وهو الفصل الذي يسمح لمجلس الامن بالترخيص بفرض اجراءات تتراوح بين العقوبات والتدخل العسكري.
كما وجهت الدعوة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي لحضور المحادثات المغلقة التي تعقد في مقر الامم المتحدة في جنيف.
وقال دبلوماسي عربي ان من المتوقع ان يعقد دبلوماسيون اجتماعا تحضيريا في المدينة السويسرية يوم الجمعة.