أعلن علماء الفيزياء في مختبر «فيرمي لاب» (Fermilab) القومي للمعجلات الاثنين انهم رصدوا اقوى أدلة حتى الآن على وجود جسيم «بوزون هيغز» (Higgs Boson ) دون الذري في بقايا تصادم جسيمات في معجل الجزيئات المسمى تيفاترون قرب شيكاغو.
الا ان الامر يتطلب مزيدا من الأدلة على ما يعرف نظريا باسم «بوزون هيغز» وهو جسيم افتراضي قال عالم الفيزياء الاسكتلندي «بيتر هيغز» قبل ثلاثة عقود من الزمن انه يساعد على التحام المكونات الاولية للمادة ويعطيها تماسكها وكتلتها.
ولان نفس المواد الناتجة من تريليونات التصادمات بين شعاعين من البروتونات التي تشير الى وجود جسيمات بوزون هيغز يمكن ان تنتج ايضا من جسيمات دون ذرية أخرى فان العلماء لا يمكنهم الجزم بصورة قاطعة الآن بوجود هذه الجسيمات.
ومن المقرر ان يعلن غداً علماء الفيزياء في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية «سيرن» (CERN) حيث المختبر الاوروبي لفيزياء الجسيمات المترامي الاطراف في منطقة الحدود السويسرية الفرنسية المشتركة قرب جنيف وعلى عمق مئة متر تحت الارض وتشارك فيه 21 دولة، أحدث اكتشافاتهم بخصوص بوزون هيغز، وسوف يحضر المؤتمر أباء التجربة «بيتر هيغز» (Peter Higgs) و«فرانسوا إنغلرت» (François Englert).
ويضم سيرن أقوى مسرِّع للجسيمات في العالم هو مصادم الهدرونات الكبير. ومصادم الهدرونات الكبير هو مجمع ضخم من المغناطيسات الحلقية العملاقة والاجهزة الالكترونية المعقدة والحاسبات وتكلف انشاؤه عشرة مليارات دولار ويصل عمره الافتراضي الى 20 عاما.وتعتمد اضخم تجربة علمية في العالم على احداث تصادم بين حزمتي جسيمات من البروتونات تسيران في اتجاهين متقابلين في مسار بيضاوي داخل نفق طول محيطه 27 كيلومترا في مصادم الهدرونات الكبير وبكم طاقة يصل الى 3.5 تريليون الكترون فولت في الاتجاه الواحد لمحاكاة الظروف التي اعقبت الانفجار العظيم الذي نشأ عنه الكون منذ 13.7 مليار عام. وقال روب روزر خبير الفيزياء في معمل فيرمي “انه افضل رد يصلنا حتى هذه اللحظة. تشير معلومات تيفاترون بقوة نحو وجود جسيم بوزون هيغز الا انه يتعين نقل النتائج المستقاة من التجارب في مصادم الهدرونات الكبير في اوروبا للتحقق من التوصل الى اكشتف سليم.” وعبر علماء فيزياء ليسوا على اتصال بمعمل فيرمي عن تفاؤلهم المشوب بالحذر بشأن العثور اخيرا على الجسيم الغامض بوزون هيغز. وقال دان توفي استاذ فيزياء الجسيمات بجامعة شيفيلد “يبدو ان هذه التلميحات غير المؤكدة من تيفاترون تعضد نتائج مصادم الهدرونات الكبير التي اعلنتها سيرن في ديسمبر.” واضاف “انها نتائج في غاية الاهمية لانها تستعين باساليب مختلفة تماما بحثا عن بوزون هيغز.”