- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ليفي: فرنسا سلحت ثوار ليبيا

رحب “الفيلسوف الفرنسي”، برنارد هنري ليفي،  في 29 أغسطس/آب الماضي بصرامة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي،  في شأن الملف اللّيبي. وأشار إلى أنّ “الكثيرين طالبوا الرّئيس بالتّخلي عن مساندة الثّوار، في مناسبات عدة،  وقالوا  إنّه لم يكن على فرنسا خوض هذه المعركة،  فالقضية خاسرة منذ البداية. بيد أنّ الثّوار أسكتوا هذه المطالب”.

برنارد هنري ليفي

برنارد هنري ليفي

وردّا على الانتقادات التّي اتهمت فرنسا بخوض حرب استعمارية املتها عليها مصالحها النفطية، أشار ليفي، في حديث إذاعي، إلى أن “للكلّ  الحرية في الظنّ والتّشكيك في سياسة ساركوزي وفي شخصيته، لكن يجب الاعتراف أنّه اتخذ موقفا حازما وصارما لا مثيل له، فحرية الليبيين كانت شاغله الوحيد”.

وللمفارقة، فإن برنارد هنري ليفي لم يصوّت لصالح ساركوزي في الانتخابات الرئاسية العام  2007، وكما أعلن انه سيصوت لصالح الامين العام للحزب الاشتراكي الفرنسي، مارتين أوبريه، في رئاسيات 2012.

وفي ما يأتي نص المقابلة التي أجراها ليفي مع إذاعة “اوروب 1”:

هل يمكن الحديث اليوم عن سقوط القذافي؟

حاليا، نحن أمام نموذج إطاحة القذافي على طريقة رئيس ساحل العاج المخلوع، لوران غباغبو. القذافي قفل على نفسه داخل قبو، وهذه الحالة يمكن أن تدوم يومين أو شهرين، لكن هناك رغبة حازمة لدى الثّوار باحالته الى المحكمة.

كيف تفسّرون سرعة الهجوم على طرابلس؟

لقد أدركنا أنّ إستراتجية المعارك على طريقة رومل التّي قدناها على جبهات الصحراء في كلّ من البريقة وراس لانوف وسرت، بكرّها وفرّها غير المتناهيين، قد تدوم طويلا. الحلّ كان فتح جبهتين أخريين الأولى في الجنوب والثّانية على مشارف طرابلس. الهجوم الأخير ليس إلاّ نتيجة التقاء الجبهات الثلاث: الزاوية وجبل نفوسة ومصراتة في نقطة واحدة. هذه الصّفوف الثلاثة هي التّي أطاحت بالعاصمة الليبية.

ماذا كان دورك بالتّحديد في هذه القضية؟

هذا غير مهمّ، لا أدري، لكنّي سعيد، لقد كنت حاضرا حينما اعترف نيكولا ساركوزي بالمجلس الوطني الانتقالي ثمّ عندما قمت في 14 أبريل/نيسان الماضي بتنظيم زيارة الجنرال عبد الفتاح يونس إلى باريس، حينها نشأت فكرة فتح جبهة ثانية في الجنوب في جبل نفوسة. وأخيرا في مرحلة ثالثة عند اتخاذ قرار تسليح صفّ مصراتة، المدينة الوحيدة التّي لها مخزون سلاح مهم والقادرة على الاستيلاء على العاصمة طرابلس.  لست مستاءً من قرار إحضار مسؤولين عسكريين من مصراتة يوم 20 يوليو/تموز الماضي للالتماس من نيكولا ساركوزي أسلحة حتّى يتسنّى لهم الهجوم على طرابلس. لقد حصلنا على موافقة رئيس الدّولة وتلقينا خبر وصول الأسلحة إلى مصراتة يوم 07 أغسطس/آب.

لكن ألا يتنافى تسليم الأسلحة مع قرارات الأمم المتحدة؟

ربّما، لكن أحيانا يجب تجاوز هذه القرارات قليلا ، فساركوزي قد تجاوز كلّ الطّرق الدبلوماسية عندما اعترف مثلا بالمجلس الانتقالي الليبي. لو لم يقم بذلك لما كان لبنغازي وجود ولكنّا شهدنا أنهارا من الدّماء تسيل، كما توعدب ذلك ابن القذافي.

برأيك، ما هي الدّوافع الحقيقية للرّئيس الفرنسي؟

لا أدري، ربّما لاستدراك العار الذي لحق بفرنسا مع تونس. ولكن أيضا لتجنب إراقة الدّماء. وهذه النّقطة بالذّات هي التّي كانت حاسمة.

كيف تقيّمون دور فرنسا في هذه الحرب؟

لقد كان لفرنسا الدّور الأوّل طوال هذا التّدخل، ولولا المبادرة الباريسية لما كان لقوات التّحالف وجود. من جهة أخرى، إنّ تدخل قوّات التّحالف أسفر عن تواجد خلل داخل جهاز الحلف الأطلسي. ها هي إذن مناسبة جيّدة لإصلاح الجهاز.

ما ردّكم على الخبراء العسكريين الذّين انتقدوا تدخلكم؟

أنا متفهم لموقفهم، لكن هذا هو الوضع. اسألوا بالأحرى رأي سكان بنغازي ومصراتة وجبل نفوسة.

ألا تخشون تحوّل الوضع الليبي إلى نزاع شبيه بالنّزاع الصومالي، إذا تعذر على المجلس الانتقالي السيطرة على الشّعب المسلّح؟

أوّلا، المجلس الانتقالي له سيطرة فعلية على مجمل الترّاب اللّيبي. من جهة أخرى لا يوجد فقط النّموذج الصومالي، فهناك حالة بنغلادش عام 1972 أو المقاومة الفرنسية في الحرب العالمية الثانية، اذ تمتّ استعادة الأسلحة عندما لم تعد هناك حاجة لاستعمالها. عندما يتمّ إنهاء الوضع الحربي في ليبيا سوف يتمّ تسليم جميع الأسلحة إلى السّلطات الشرعية.

تحقيق: وردة السعدي.