لم تعد مسألة التدخل القطري في ليبيا مسألة يتم تداولها بين المسؤولين والأفراد الليبيين، بعدما بات خبراً منشوراً في وسائل الإعلام الأجنبية، التي أشار بعضها إلى أن الدوحة تسعى إلى تحقيق أجندتها الخاصة في ليبيا.
ونقلت صحيفة “الغارديان” البريطانية عن دبلوماسيين غربيين “اتهامهم دولة قطر بالتدخل في سيادة ليبيا، وبالسعي الى تحقيق أجندتها الخاصة، بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي، على حساب الجهود الأوسع لتحقيق الاستقرار السياسي في البلد”.
وأشارت الصحيفة الى تزايد المخاوف والقلق، خلال الأسابيع الماضية، من أن قطر، التي زودت الثوار الليبيين بالسلاح، “تتجاوز الاستراتيجية المتفق عليها دولياً لمساعدة ليبيا، وتنحاز إلى جانب افراد وجماعات يسهمون في استمرار انعدام الاستقرار السياسي”.
وأوضح مصدر دبلوماسي للصحيفة أن هذه القضية تتطور منذ اسابيع، قائلاً “إن لدى كل القوى الأجنبية ذات المصلحة في ليبيا، ومنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اجنداتها الخاصة، ولكن هناك احساساً بأن قطر تقدم المال والدعم لأفراد بعينهم”، مضيفاً أن قطر و”عوضاً عن دعم المجلس الانتقالي، اختارت دعم شخصيات معينة بالمال والمساعدات الأخرى. والأبرز بين هذه الشخصيات هو رئيس المجلس العسكري في طرابلس، عبد الحكيم بلحاج”.
وبحسب الصحيفة، فان ما أثار القلق بشكل كبير الشهر الماضي، هو القاء قطر بثقلها وراء أشخاص بينهم الشيخ علي الصلابي، وهو رجل دين ليبي يقيم في الدوحة وله علاقات وثيقة مع بلحاج.
وكان الخلاف ظهر بين الصلابي ورئيس المكتب التنفيذي في المجلس الانتقالي، محمود جبريل، بعد أن ظهر الأول على التلفزيون ليتهم جبريل بانه “طاغية في طور الإعداد”.
والمعروف ان قطر ساعدت في مدّ الثوار بالسلاح خلال الانتفاضة، وكانت تقارير افادت ان القوات الخاصة القطرية أسهمت في تدريب مجموعات من الثوار في جبال نافوسة، ناقلة بعض قادة الوحدات الى أراضيها لهذا الغرض.
على الصعيد الميداني، وبعد يومين من المعارك الضارية بين الثوار وكتائب القذافي، تمكنت قوات النظام الجديد من السيطرة على بلدة قصر ابو هادي، التي ذكرت تقارير انها كانت تنعم في عهد العقيد معمر القذافي بمزايا غير مسموح بها لباقي البلاد، كونها مسقط رأسه.
وتمثل السيطرة على قصر أبو هادي، نصراً معنوياً للمجلس، حيث يسعى مقاتلوه للقضاء على آخر ما تبقى من دعم للرئيس الليبي السابق. وتضمّ البلدة بضعة آلاف من السكان شرق مطار سرت على بعد نحو عشرين كيلومتراً جنوب شرق هذا المعقل الساحلي لآخر الموالين للعقيد القذافي.
(أخبار بووم)