- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“تجهيل” مجتهد

جمانة فرحات

قبل أقل من أسبوعين، طالعنا موقع قناة «المنار» الإلكتروني بموضوع يتناول الخلافات داخل الأسرة الحاكمة السعودية، وما جرى إبان اختيار ولي العهد السابق، الأمير نايف لولاية العهد، من خلافات داخل هيئة البيعة. كاتب الموضوع نقل عن ما أسماه “مصادر مطلعة”، الكثير من التفاصيل حول ما جرى، ليعود، بعدها بأيام، الموقع الالكتروني لقناة «العالم»، لينقل عن “مصادر مطلعة” أن “أميرة سعودية تلجأ لبريطانيا”.

بقليل من التدقيق في محتوى الموضوعين، يتبين أن المصادر التي  نقل الموقعان عنها المعلموات، والتي تتناول الشأن السعودي، ليست مستقاة سوى من صفحة المغرد السعودي «مجتهد»، على موقع «تويتر»، ليطرح تعمد تجاهل ذكر اسمه في الموضوعين، وتفضيل نسب المعلومات التي قاما بالحديث عنها تفصيلاً إلى مصادر مجهولة، تساؤلات حول عجز الإعلام العربي عن الاعتراف بالتطور الطارىء على مفهوم الصحافي وحتى السبق الصحافي.

الثورات العربية، وما رافقها من تحول المواطن المتواجد في الميادين إلى ناقل رئيسي، وفي بعض الأحيان، حصري للخبر، عزز من مفهوم المواطن الصحافي ودوره. صحيح أنه تطور يطرح بلا شك تحديات، وتحديداً في ما يتعلق بمصداقية الخبر ودقته، لكنه أصبح من المستحيل تخطي هذه الظاهرة.

قد تكون ظاهرة «مجتهد» مختلفة بعض الشيء عن دور المواطن الصحافي، لكنه يبقى بحد ذاته «ظاهرة» جديدة على الإعلام العربي، وخصوصاً أن هويته الحقيقية لا تزال مجهولة. ولكنه يشترك مع «المواطنين الصحافيين» في اللجوء إلى نفس المواقع الإجتماعية لنشر الأخبار والترويج لها. وما الركون إلى معلوماته واستقاء الأخبار منها سوى اعتراف واضح وصريح بدوره، ليبقى الحفاظ على حقه وحق الآخرين ممن يلعبون نفس الدور، وعدم «تجهيل» هويتهم في المقالات، الأمر الأكثر الحاحاً.