منذ انفصال دولة جنوب السودان، تشهد العلاقة بين حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والحركة الشعبية لتحرير السودان- قطاع الشمال، توتراً متزايداً دفع حكومة الخرطوم لحظر نشاطها واقفال مكاتبها، فيما توعدت الحركة بالتحالف مع الحركات المتمردة في دارفور والشرق لاسقاط نظام الرئيس السوداني، عمر البشير.
الا أن الطرفين، لم يكتفيا بحصر الخلافات التي تطبع علاقتهما في السودان، واختارا نقلها إلى لندن، حيث شهد معهد “شاتام هاوس”، أرفع المراكز الفكرية في بريطانيا، يوم الاثنين، سجالاً حاداً بين الأمين العام للحركة ياسر عرمان، ونائب السفير السوداني في لندن.
وفي التفاصيل، أن عرمان، وبدعوة من المركز، كان يلقي محاضرة عن مستقبل شمال السودان بعد استقلال الجنوب والحرب في جنوب كردفان والنيل الأزرق، طالب خلالها بتشكيل لجنة تحقيق دولية في جرائم الحرب التي يزعم أن المؤتمر الوطني ارتكبها في جنوب كردفان والنيل الازرق، والسماح بدخول المنظمات الانسانية لتقديم العون للمتضررين. كما ركز على أن المشكلة تكمن في الخرطوم وليست في كادوقلي أو الدمازين أو الفاشر التي تشهد توترات، مؤكداً أن الحل في تغيير مركز السلطة.
وعندها تدخل نائب السفير السوداني محاولاً التشويش على عرمان، والتأكيد أن البشير “تم انتخابه في انتخابات حرة ونزيهة، وأن البلاد تنعم بالديموقراطية الان”، فضلاً عن تشكيكه في حديث الأمين العام للحركة الشعبية عن وجود جرائم مرتكبة في المناطق المتوترة، ما دفع الأخير للرد عليه بقوله “نائب السفير نفسه عنوان للتخريب الذي أحدثه المؤتمر الوطني، فهو يفترض أن يكون موظف خدمة مدنية يمثل الدولة السودانية ولكنه مؤتمر وطني يعبر عن حزبه وعن التخريب الذي طال الخدمة المدنية في البلاد”.
إلا أن فصول المعركة الكلامية لم تنته عند هذا الحد، بعدما أقدم دبلوماسي سوداني ثانٍ على مهاجمة “تشاتام هاوس” نفسه، مثيراً استياء مسوؤلي المعهد الذين رفضوا تعرض أي من ضيوفهم للاساءة.
(أخبار بووم)