حثت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الدول المشاركة في اجتماع أصدقاء سوريا بباريس على ان تظهر لروسيا والصين أنهما ستدفعان ثمن مساعدتهما للرئيس السوري بشار الأسد على التشبث بالسلطة. ياتي ذلك مع ذيوع أنباء انشقاق ضابط بالحرس الجمهوري كان صديقا شخصيا للاسد.
وفي واحدة من أقوى التصريحات الامريكية بشأن الازمة السورية التي قسمت مجلس الامن التابع للامم المتحدة على غرار تقسيمات الحرب الباردة قالت كلينتون ان روسيا والصين يجب ان تدفعا ثمنا لتعطيلهما قرارات الامم المتحدة التي يمكن ان تدفع الاسد للتنحي.
وقالت كلينتون لمؤتمر أصدقاء سوريا “اقول لكم بكل صراحة انني لا اتصور ان روسيا والصين تعتقدان بانهما تدفعان ثمنا -أي ثمن- لدعمهما نظام الاسد.” واستطردت “الطريقة الوحيدة لتغيير ذلك هي ان تقوم كل دولة ممثلة هنا بالتوضيح بشكل مباشر وملح ان روسيا والصين ستدفعان ثمنا لانهما تعطلان التقدم وهذا لا يمكن السماح به بعد الان.”
وحث وزراء خارجية ودبلوماسيون كبار من 50 دولة غربية وعربية وأخرى بينها تركيا مجلس الأمن الدولي على اتخاذ قرار أقوى وفرض عقوبات “أوسع وأشد”. ووافقوا أيضا على “زيادة على نطاق واسع” في المساعدات للمعارضين السوريين وعلى امدادهم بمعدات اتصالات وفقا لما ورد في نص البيان الختامي للاجتماع.
علماً أن قوى غربية تمانع في تزويد المعارضين باسلحة متطورة نظرا لوجود اسلاميين مناهضين للغرب بينهم. وتلجم الانقسامات بين خصوم الأسد كل الحهود لتنسيق المعارضة والجهود للإطاحة بالرءيس الأسد. وقد وصل التنافر بين أطياف المعارضة الى درجة الاشتباك بالأيدي في اجتماع المعارضة السورية بالقاهرة في ملع هذا لأسبوع.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند الذي تستضيف بلاده المؤتمر ان رحيل الأسد “في مصلحة سوريا وجيرانها وكل من يريد السلام في المنطقة.” وكررت كلينتون خلال الاجتماع دعوة واشنطن وفرنسا لاستصدار قرار من الامم المتحدة بموجب البند السابع يسمح لمجلس الأمن بالتصريح باجراءات تتفاوت من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية وحتى التدخل العسكري. وقالت “يتعين ان نعود ونستصدر قرارا في مجلس الأمن بفرض عواقب حقيقية وعاجلة على من لا ينفذ (القرارات الدولية السابقة) بما في ذلك عقوبات بموجب البند السابع.”
وقال دبلوماسي فرنسي رفيع ان المكاسب التي حققها المقاتلون على الأرض في الآونة الأخيرة أوجدت مؤشرات جعلت حتى موسكو تفكر في سوريا ما بعد الأسد وهو أمر ينفيه المسؤولون الروس بشدة. وقال الدبلوماسي الفرنسي “الوضع على الأرض تغير كثيرا في غضون الأسابيع الثلاثة المنصرمة حيث لم يتسن وصول قوات الأمن الى بعض المناطق. “نسمع الآن أشياء من خلال دوائر سياسية وعسكرية في روسيا تثير دهشتنا ولم نسمعها من قبل.”