رام الله ــ فادي هاني
صوّت المجلس التنفيذي لـلـ “يونيسكو” لصالح فلسطين بغالبية 40 صوتاً من اصل 58 دولة، ومعارضة أربع دول هي الولايات المتحدة وإسرائيل وألمانيا ولاتفيا، وامتناع 14 عن التصويت، بينها فرنسا واسبانيا وإيطاليا.
المجلس التنفيذي سيرفع توصيته الى المؤتمر العام لـ “يونيسكو” نهاية الشهر الجاري للتصويت عليها، علماً ان إقرارها يتطلب الحصول على ثلثي الاصوات من بين 193 دولة عضواً.
بالنسبة للفلسطينيين، تحمل هذه التوصية بعداً رمزياً قوياً بعيد تقديم الفلسطينيين طلب عضوية كاملة لدولتهم في الأمم المتحدة، وقد تكون مؤشراً الى طبيعة التصويت في حال توجه الفلسطينيون الى الجمعية العامة للأمم المتحدة لطلب عضوية دولة مراقبة في الأمم المتحدة.
ممثل فلسطين في “يونيسكو”، الياس صنبر، قال “نعيش لحظة تاريخية، وأعني ما أقوله، فهي تبشر بحقبة جديدة يُعترف فيها بفلسطين وحقوقها المستعادة، ما سيمكنها أخيراً من ممارسة حقوقها بشكل مستقل وسيد ومسؤول في كل المجالات السياسية، وبناء مجتمع الثقافة والتربية والعلوم”. واضاف: “أنا من لاجئي عام 1948، واليوم ينتابني شعور بالسعادة لأننا اجتزنا خطوه كبيرة”.
أما السفير السعودي لدى “يونيسكو”، زياد بن ادريس، فأكد بأن السعودية تؤيد هذا القرار من دون تأجيل، وعلّق على ما قاله السفير الاميركي لدى المنظمة، مشيراً الى ان لا علاقة بين الطلب الذي تقدمت به فلسطين للإنضمام الى “يونيسكو”، وبين الطلب الذي تقدمت به الى الامم المتحدة في نيويورك، معتبراً ان ثمة دولاً أعضاء في “يونيسكو” ليست أعضاء بعد في الامم المتحدة.
واضاف: “القرار الذي تقدمت به فلسطين لتكون دولة عضو في يونيسكو ليس قراراً حربياً ولا يفجر الوضع، بل قد يؤدي تأجيله او المماطلة في اقراره الى تفجير الوضع في الاراضي المحتلة”، موضحاً “تتقدم فلسطين بطلب انضمامها، وهي معترف بها من 165 دولة، ولدينا قائمة بالدول المعترفة مسبقاً بفلسطين ولديها سفارات، وما يجري اليوم لا يعتبر ثورة، لكنه مجرد تثبيت الجوانب الرسمية لتكون فلسطين دولة عضو مع كامل الحقوق مثل الدول الأخرى”.
السفير ختم بالقول “اذا استطعنا اقرار ما نتمناه بجعل فلسطين دولة عضو، فهذا لا ينفي إمكان استمرار مفاوضات السلام، فلا نرى أي تناقض، ونحن في السعودية نؤيد هذا المطلب”.
من جهتها دعت الولايات المتحدة كل الدول الأعضاء في اليونيسكو الى رفض توصية المجلس التنفيذي لهذه الوكالة الدولية بمنح فلسطين عضوية كاملة فيها، وفق ما أعلن الاربعاء السفير الاميركي في اليونيسكو.
وقال ديفيد كيليون، في بيان نشر على الموقع الالكتروني للبعثة الاميركية في اليونيسكو، ان “الولايات المتحدة تدعو كل الوفود الى الانضمام للولايات المتحدة عبر رفض هذه التوصية”.
في السياق نفسه، رأت وزارة الخارجية الأميركية الاربعاء ان هذه التوصية “غير مناسبة” ومصدر توترات.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند ان “عملية جارية في مجلس الامن “لبحث طلب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة”، وبالتالي فمن غير المناسب اتخاذ قرارات بشأن وكالات مكونة للامم المتحدة قبل ان يتمكن مجلس الامن من قول كلمته”.
ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما رأت أن هذه الحلقة “تثير مزيدا من التوترات” التي تضر باستئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.