- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

حسن عبد العظيم: التدخل العسكري أخطر من الاستبداد

لا للتدخل

حسن عبد العظيم

في ظل استمرار الجدل والانقسام بين أطياف المعارضة السورية من المجلس الوطني، والتدخل الخارجي وتحديداً العسكري في سوريا، اجرت صحيفة “الرأي” مقابلتين مع كل من رئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي حسن عبدالعظيم والمرشد العام لحركة الاخوان المسلمين في سوريا رياض الشقفة، حذر الأول خلالها من مخاطر رفع السلاح أو تداعيات التدخل العسكري، في حين أبدى الثاني اصراره على تأمين حماية المدنيين وتوحيد المعارضة.
وعن موقف هيئة التنسيق الوطنية من تشكيل المجلس الوطني السوري وتصويره على أنه يمثل ٨٠ في المئة من قوى المعارضة السورية، أكد عبد العظيم أنه “ليس المهم نسبة المعارضة الممثلة في المجلس الوطني السوري، فالهيئة الوطنية لقوى التغيير تضم في صفوفها ثمانين بالمئة من المعارضة السورية وهي تمثل 16 حزباً من الأحزاب القومية والكردية والشخصيات المستقلة”، معرباً عن اعتقاده أن “خطوة تشكيل المجلس الوطني متسرعة وكان لا بد قبل الاقدام عليها من متابعة الحوار المشترك من أجل الخروج بمجلس وطني واحد، خصوصاً أنه لم يضم في صفوفه التيار القومي والشخصيات الوطنية المستقلة واقتصر على حركة الاخوان والتيار الليبرالي”. كما أعرب عن أمله في “ألا يمهد هذا المجلس للتدخل العسكري الخارجي».
وفي حين أوضح عبد العظيم أن الهيئة تتفق مع المجلس الوطني «على حماية المدنيين السوريين وعلى تأمين مراقبة مدنية من الأمم المتحدة لحماية الشباب من القتل»، أكد المعارض السوري «لكننا في المقابل نتخوف من أي تدخل عسكري وخصوصاً أن بعض الأصوات تطالب بذلك، وفي رأينا أن التدخل العسكري أخطر من الاستبداد».
وبعدما رأى أن «كل المحاولات لجر البلد نحو الطائفية فشلت»، وأن “الشعب السوري متمسك بالوحدة الوطنية وبسلمية الانتفاضة”، أبدى تخوفه من تسليح الحركة الاحتجاجية، محذراً من أنه “إذا تم تسليح الثوار فإن هذا الأمر سيؤدي الى كارثة حقيقية”. وأضاف “وما دامت السلطة متمسكة بالخيار الأمني فإن البلاد مفتوحة على كل الاحتمالات، ونحن في هيئة التنسيق بالشراكة مع بقية الاحزاب والشخصيات المستقلة ندعو الى الحفاظ على سلمية الثورة وتجنب أي تدخل عسكري كما حدث في ليبيا».
كذلك تطرق عبد العظيم إلى الموقف الروسي واستخدام موسكو حق النقض في مجلس الأمن لمنع ادانة سوريا، مشيراً إلى أن “روسيا لديها مصالح في سوريا وهي تحاول تأمين أكبر قدر ممكن من التوازن الأقليمي مقابل الدول الغربية، ونأمل من القيادة الروسية دعم الشعب السوري والوقوف الى جانبه”.
من جهته، دافع الشقفة عن تشكيل المجلس الوطني، مشيراً إلى أنه “خطوة تاريخية وحّدت كل قوى المعارضة بوجه النظام الاستبدادي»، مشدداً على أن الخطوة القادمة تتمثل في السعي «إلى تأمين الاعتراف الدولي بالمجلس». واعتبر أن “تشكيل المجلس الوطني السوري رفع من معنويات الشعب السوري»، متوقعاً أن “يأخذ الحراك الشعبي اتجاهاً تصاعدياً في الأيام المقبلة، وأتوقع أيضاً أن الضغط الشعبي سيساهم في توحيد صفوف المعارضة في الداخل والخارج بشكل أقوى، ولن تتأخر أطراف المعارضة الأخرى في الانضمام الى المجلس الوطني”. وأضاف “ونحن نسعى الى هذه الخطوة بالتنسيق مع كافة الأطراف. لكن المهم في المجلس الوطني أنه استطاع تمثيل 85 بالمئة من التيارات السياسية من الاكراد والليبراليين وحركة الاخوان المسلمين والشخصيات المستقلة وإعلان دمشق».
من جهةٍ ثانية، نفى الشقفة أن تكون حركة الاخوان المسلمين تدعو الى تدخل عسكري بحجة حماية المدنيين السوريين، قائلاً “لم نطالب بحملة عسكرية على سوريا وإنما طالبنا بحماية دولية للشعب السوري الذي يواجه نظاماً عجيباً لم يوجد مثله في التاريخ». وأضاف “لكن المشكلة أن المجتمع الدولي يقف موقف المتفرج وينظر الى السوريين وهم يذبحون بشكل يومي. هناك قوانين في الأمم المتحدة قادرة على حماية المدنيين وهذا ما نطالب به. ويمكن اللجوء الى حظر جوي دون استعمال الأسلحة، ولا بد من موقف دولي جامع يوقف الذبح المستمر بحق السوريين».
(أخبار بووم)