بدأت بعض المطاعم الباربسية بعرض أكلات في إطار ما صار يُعرف باسم «بوف أو فان» (beouf au vin) التي تعني ترجمتها أن اللحم يأتي من بقر تربى على شرب النبيذ، ومن هنا تسجيل ماركة «فان بوفان» (Vinbovin) الحصرية لهذا النوع من اللحوم.
فقد عكف بعض مزارعي فرنسا على اتباع نهج غير مألوف في تربية الأبقار، بتخصيص نحو قنينتين من النبيذ الفاخر لكل منها كل يوم. والسبب في هذا هو إيمانهم بأنها ستنتج لهم أفضل أنواع اللحوم في عموم القارة الأوروبية.
ونقلت «تليغراف» البريطانية أن كل هذا يأتي في أعقاب تجربة رائدة في مزرعة جنوب منطقة «هيرو» (L’Hérault) الفرنسي. وقد عمد صاحب هذه المزرعة، واسمه «كلود شباليير» ( Claude Chaballier)، في تجربته هذه لإرواء عطش ثلاث بقرات بالنبيذ الفاخر على مدى أربعة أشهر.
ونقلت الصحيفة عن شباليير قوله إن التجربة استدعت رش النبيذ على العلف المكون من خليط التبن والشعير. وأضاف أنه «سرعان ما بدا واضحا لنا أن هذه البقرات الثلاث صارت سعيدة على نحو ما. وبعد ذلك صار النبيذ يعطى لها مباشرة فانتهى بها المصاف لإنتاج لحوم هشة ولذيذة المذاق بشكل لا يخطئه اللسان».
ويوضح المزارع الفرنسي أن “تحديد كمية الكحول الصحيحة لكل بقرة أتى من قياس الكمية الصحيّة لرجل. وبالنسبة لهذا الأخير فإن الكمية هي كأسين الى ثلاث في اليوم. وهذا يعني أن الكمية الصحيحة لبقرة تقع في حدود بين الليتر وليتر ونصف”.
وكان النبيذ يحضر لهذه الأبقار من كرم سان جيني دو مورغ، في قرية بالقرب من مونبلييه. ويقول شباليير: «في البدء كنا نخلط العلف بالعنب. ثم صرنا نخلط عصير العنب بالماء. وبعدها مضينا الى رش النبيذ على خليط العلف. ولما ايقنّا من أن البقرات الثلاث تستسيغ هذه التركيبة، مضبنا الى النبيذ مباشرة فحصلنا على لحوم استثنائية منها».
يذكر أن ذوّاقة الأكل الفاخر ظلوا يعتبرون لحم البقر الياباني المسمى «كوبي» أفخر الأنواع في العالم على الإطلاق. ويقول هؤلاء إن السر في جودته هو أنه يطبخ مع الجعة. لكن الاعتقاد السائد الآن هو أن اللحم الفرنسي «فان يوفان» سينتزع هذه المكانة باعتبار النبيذ عاملا مساعدا أفضل من الجعة على إنتاج لحم استثنائي المذاق.
وختمت “التلغراف” أنه “إذا كان لك ان تستمتع بلحم البقر النبيذي في أي مطعم فرنسي يببعه، تعيّن عليك أن تضيف نحو 100 يورو الى ثمن الطبق نفسه من لحم بقر يجتنب الخمر”.