استقبل مئات الاشخاص هيلاري كلينتون بشعارات مناهضة للولايات المتحدة وللاسلاميين خارج الفندق الذي نزلت به أمس السبت، في حين حثت وزيرة الخارجية الامريكية المجلس العسكري وجماعة الاخوان المسلمين على استكمال عملية الانتقال الى حكم ديمقراطي كامل. واجتمعت كلينتون مع الرئيس المصري محمد مرسي يوم السبت ومن المقرر ان تجتمع مع المشير حسين طنطاوي يوم الاحد.
وقالت كلينتون ان الولايات المتحدة تؤيد قيام حكم ديمقراطي كامل في مصر وعودة الجيش لآداء دوره الذي يقتصر على حماية الامن القومي. لكن كلينتون التي تقوم بأول زيارة لمصر منذ تنصيب مرسي قبل اسبوعين أكدت ان الامر متروك تماما للمصريين كي يقرروا ما يريدون وقالت ان الديمقراطية تحتاج الى الحوار والحلول الوسط. وعبرت مجددا عن دعم واشنطن لمصر التي كانت حجر الزاوية في السياسة الامريكية خلال حكم حسني مبارك الذي امتد ثلاثة عقود.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي بعد اجتماعها مع مرسي وهي تثني على المجلس العسكري لدوره في عملية الانتقال في مصر “تؤيد الولايات المتحدة الانتقال الكامل الى الحكم المدني بكل ما يستتبع ذلك. وأضافت “لكن مازال هناك المزيد من العمل الذي ينبغي انجازه. وأعتقد ان القضايا الخاصة بالبرلمان والدستور يجب حلها بين المصريين. وأتطلع إلى بحث هذه القضايا غدا مع المشير حسين طنطاوي وبالعمل لدعم عودة الجيش الى دور (حماية) الامن القومي المحض.”
وقال مسؤولون أمريكيون تحدثوا قبل وصول كلينتون يوم السبت إن وزيرة الخارجية ستحث الزعماء المدنيين والعسكريين في مصر على العمل معا لاستكمال عملية التحول الكامل للحكم الديمقراطي. وقال مسؤول أمريكي رفيع للصحفيين طالبا عدم الكشف عن اسمه “ستقول ‘عليكم التمسك بها. وعليكم مواصلة العمل.'” وتابع “من المهم ان يشارك جميع الاطراف …ممن لهم صوت في عملية التحول في مصر في حوار للرد على التساؤلات المعقدة المتعلقة بالبرلمان والدستور.” وأضاف المسؤول “ستحث (المشير حسين) طنطاوي كما ستحث (الرئيس المصري) مرسي والمجتمع المدني على المشاركة في هذا الحوار وتفادي انواع من المواجهات قد تؤدي إلى خروج عملية التحول عن مسارها.”
وكانت الولايات المتحدة تنأي بنفسها عن جماعة الاخوان وسئلت كلينتون ان كانت تأسف على ان الادارات الامريكية المتعاقبة ايدت حكما في مصر عمل على قمع وتهميش الجماعة وفي بعض الاحيان سجن رئيسها الحالي محمد مرسي. وقالت كلينتون “عملنا مع حكومة البلد في ذلك الوقت. ونعمل مع الحكومات في انحاء العالم. نتفق مع بعضها. ونختلف مع البعض الاخر.” وتابعت “كنا ثابتين في تشجيع حقوق الانسان والمطالبة علنا بانهاء قانون الطواريء ووضع نهاية لاحتجاز سجناء سياسيين.”وقالت ايضا انه يجب على مرسي التمسك بالتزامه بالمعاهدات الدولية ومن بينها معاهدة السلام مع اسرائيل الموقعة عام 1979 .
وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو الذي كان يتحدث بجوار كلينتون “السيد الرئيس محمد مرسي أعلن في كل المناسبات أن مصر تحترم جميع التعهدات والاتفاقيات التي دخلت فيها طواعية طالما الطرف الآخر يحترم التزاماته بالنسبة لهذه الاتفاقيات والمعاهدات.” وقال الوزير المصري “اليوم الرئيس مرسي اعاد تأكيد نفس الموقف موضحا أن مفهومنا للسلام هو السلام الشامل كما تنص عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وأن الهدف المصري في المرحلة الحالية هو تحقيق السلام الشامل بما في ذلك السلام للشعب الفلسطيني الشقيق وحقه في اقامة دولته المستقلة على حدود ما قبل 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.”