صرح دبلوماسيون الاثنين ان روسيا تعرقل منذ الجمعة الماضي مشروع بيان لمجلس الامن الدولي يدين استخدام القوات السورية اسلحة ثقيلة في التريمسة بوسط سوريا.
ويؤكد مشروع البيان ان استخدام الجيش السوري للمدفعية والمصفحات والمروحيات يشكل “انتهاكا لالتزامات وتعهدات” دمشق بتطبيق خطة المبعوث الدولي كوفي انان واحترام قرارات الامم المتحدة والقوانين الدولية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فان عمليات القصف والمعارك اسفرت الخميس عن سقوط اكثر من 150 قتيلا بينهم عشرات المعارضين المسلحين في التريمسة بوسط سوريا.
وكانت المعارضة وقسم من المجتمع الدولي وصفا هذه العملية ب”المجزرة”.
لكن روسيا تعتبر ان ما جرى في التريمسة “ليس واضحا” كما قال دبلوماسي. وقبل ان تتخذ موقفا من مشروع البيان تطالب موسكو بان يقدم الجنرال روبرت مود رئيس بعثة الامم المتحدة في سوريا الى المجلس خلاصة ما لاحظه مراقبو الامم المتحدة في المكان.
ويجتمع سفراء الدول ال15 الاعضاء في المجلس بعد ظهر الاثنين بالتوقيت المحلي لمناقشة الموضوع.
وبعد ارسال دوريات الى التريمسة السبت والاحد اعلنت بعثة الامم المتحدة ان “اكثر من 50 منزلا احرقت و/او دمرت” مشيرة الى وجود “برك دماء وبقايا ادمغة” بشرية لكن من دون اعطاء حصيلة واضحة.
واشارت البعثة الى استخدام “المدفعية وقذائف هاون واسلحة خفيفة”، بخلاف ما كانت اكدته وزارة الخارجية السورية الاثنين من عدم استخدام اسلحة ثقيلة خلال الهجوم على التريمسة.
واكد المتحدث باسم الامم المتحدة مارتن نسيركي الاثنين ان البعثة “ما زالت تحاول تقصي الوقائع (…) لمعرفة ما جرى بدقة” في التريمسة. واضاف “من الواضح تماما ان امرا مريعا حدث هناك وان اسلحة ثقيلة استخدمت”.
واكدت الحكومة السورية من جهتها انه لم تحصل اي مجرزة بل معارك في التريمسة وان قواتها لم تستخدم مروحيات او مدفعية ثقيلة. ويملك هذه الاسلحة الجيش النظامي وحده فيما يحمل المعارضون المسلحون اسلحة اقل قوة.
وفي مذكرة وجهت الجمعة الى مجلس الامن ندد انان باستخدام “المدفعية والدبابات والمروحيات” في التريمسة معتبرا ذلك خرقا لخطته التي وافقت عليها دمشق رسميا.
وكان الامين العام للامم المتحدة اعتبر ان عدم تمكن مجلس الامن الدولي من الاتفاق على موقف موحد لممارسة الضغط على الرئيس السوري بشار الاسد لوقف العنف في بلده هو بمثابة اعطائه “ترخيصا لارتكاب المزيد من المجازر”.
واتهمت روسيا الاثنين الغربيين بممارسة “ابتزاز” لارغامها على الموافقة على عقوبات. وقال دبلوماسيون ان الولايات المتحدة تهدد بعدم تمديد مهمة بعثة الامم المتحدة التي تنتهي في 20 تموز/يوليو ان لم تتم الموافقة على استخدام العقوبات كوسيلة ضغط.