- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“حماس” في القصر

زاوية حادّة

حسام كنفاني

كان المشهد لافتاً جداً، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل، ونائبه موسى ابو مرزوق ومجموعة من قيادات الحركة في الداخل والخارج، الجميع كانوا في حضرة الرئيس المصري الجديد، محمد مرسي. المشهد بحد ذاته كاشف لعناوين المرحلة، وللتحول الجذري الذي أصاب حركة حماس منذ اليوم الاول لاندلاع شرارة الربيع العربي، وسقوط اول الرؤساء.
منذ اللحظة الاولى للزلزال الشعبي الذي ضرب أركان العالم العربي، كانت حركة حماس، تنظر بترقب الى المتغيرات، مدركة ان وضعها ما قبل الثورات سيكون مختلفا جداً عن وضعها ما بعدها، وخصوصا بعد “البشائر” التي أتى بها فوز حركة النهضة الاسلامية في تونس، والتي كانت مؤشراً الى النسائم الاسلامية التي سيحملها هذا الربيع، والتي لا شك ستطال “حماس” من باب الشفعة، على اعتبار انها جزء من المنظومة المكونة لحركة الإخوان المسلمين التي تتفرع منها الكيانات الاسلامية في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا.
بناء عليه كانت الخيارات السياسية للحركة خاضعة للاعتبارات السياسية المستجدة في المنطقة العربية، والتي كانت حماس ترى انها ستصب تلقائياً في صالحها. وعلى هذا الأساس كان لا بد لحماس من بعض التعديلات في “الثوابت” لصالح المشروع الاكبر الذي يسعى اليه الاخوان المسلمون منذ اكثر من ثمانين عاماً، ووصلوا اليه اخيراً، الا وهو الحكم. قد تكون حماس سباقة الى هذا الامر حين فازت في الانتخابات الفلسطينية وشكلت حكومة وفرضت سيطرتها على قطاع غزة، غير ان التأثير كان جزئياً وصغيراً، اما المشهد الاكبر، فقد جاء دوره الان مع الحكم الجديد لمصر. الحكم الجديد ادخل حركة حماس الى قلب قصر الرئاسة المصري الذي كان محرما على اي من قادتها دخوله منذ اكثر من ٢٧ عاماً، وهو عمر الحركة اساساً.
“حماس في قصر الرئاسة” هو عنوان حقيقي لمرحلة التشكل الجديد للحركة الاسلامية، التي كانت رائدة المقاومة في الاراضي المحتلة. اقول كانت، لان المرحلة المقبلة ليست للعمل المقاوم، بحسابات الاستراتيجيا الجديدة. ستبقى المقاومة ركناً أساسيا من عمل الحركة، لكن الأولوية اليوم لتثبيت الحكم الاسلامي، وخصوصاً في مصر. ولعل ما قاله رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية قبل يومين، كفيل بإعطاء فكرة عن ماهية الرؤية الجديدة لحماس. هنية قال ان وصول محمد مرسي الى الرئاسة المصرية هو خطوة على طريق الخلافة الاسلامية. اذا العمل اليوم لحماس وأخواتها هو على تثبيت الحكم الاسلامي في مصر وبقية الأصقاع لضمان البقاء في القصر.
حسام كنفاني