باريس ــ «أخبار بووم»
ما الذي دفع بالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، في هذه المرحلة، لإطلاق دعوة إلى تركيا للاعتراف بـ«الإبادة الجماعية» بحق الأرمن عام ١٩١٥؟
تصريح استجلب ردة فعل تركية قوية جداً على لسان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو الذي رد بأن «على فرنسا مواجهة تاريخها الاستعماري قبل الطلب من الآخرين مواجهة تاريخهم». واستطرد بأن ذلك «يمكن أن يفيد السلام العالمي». ووصف تصريحات ساركوزي بالـ«استفزازية”.
وكان ساركوزي قد صرح، خلال زيارة نصب تذكاري للمحرقة في يريفان عاصمة أرمينيا، أن «إبادة الأرمن هي واقع تاريخي وإنكاره الجماعي أسوأ من الإنكار الفردي». وأشار إلى أن تركيا التي وصفها بالدولة العظيمة «ستحترم نفسها في حال راجعت تاريخها كما فعلت دولاً عظيمة أخرى”.
هل كان وراء هذا التصريح العامل الانتخابي؟ ساركوزي اليوم على أبواب انتخابات وفي وضع سيء يحتاج فيه إلى أصوات الأرمن الفرنسيين الذين يقدر عددهم بنحو نصف مليون، وخصوصاً أنه لم يف بوعده الانتخابي السابق بإقرار قانون يعترف بإبادة الأرمن. وها هو من يريفان يهدد باستصدار «قانون يعتبر إنكار هذه المذبحة جريمة» في تشابه للقانون الذي يجازي «إنكار محرقة اليهود» وهو ينظر صوب موعده الانتخابي، متناسياً «التوافق الاستراتيجي اليوم» بين باريس وأنقرة في ما يتعلق بسوريا خصوصاً وأن تركيا تلعب دوراً أوليا في لعبة حصار النظام السوري.