- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

“أربع رسائل” من باريس إلى دمشق

برنار فاليرو الناطق الرسمي

برنار فاليرو الناطق الرسمي

بسّام الطيارة
رداً على سؤال لـ«أخبار بووم» ما إذا كانت الدبلوماسية الفرنسية قد أخفقت بطرحها مشروع قرار ضد سوريا، جوبه بـ «فيتو مزدوج»، شدد الناطق الرسمي لوزارة الخارجية برنار فاليرو أن باريس لن تتخلى عن السوريين الذين يدافعون بشجاعة عن الديموقراطية وأنها لن تتراجع عن نشاطها في مجلس الأمن الدولي لـ«إقناع من يحتاج إلى إقناع» بضرورة أن يكون لمجلس الأمن كلمته، مطالباً تلك الدول بـ«تحمل مسؤولياتها». وخص بهذه الملاحظة الدول دائمة الدائمة العضوية. وتوجه إلى الدول التي امتنعت عن التصويت، مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، وحذرها أنه في حال «كانت راغبة أن يكون لها دور أكبر في إدارة شؤون العالم بحكم حجمها وقدراتها الاقتصادية»، فإنه عليها أن أن تعي الحاجة لمواقف «متميزة تراعي الديموقراطية» وأن تتصدى لـ«استمرار عمليات القتل والقمع في سوريا».

كشفت وزارة الخارجية، في بيان، أن هيرفيه لادسوس، مدير مكتب الوزير ألان وجوبيه، اتصل بالسفيرة السورية لمياء شكور هاتفياً ليبلغها «أربع رسائل متشددة». الرسالة الأولى تحمل «تجديداً لإدانة استمرار عمليات القتل والقمع ضد المتظاهرين السوريين». أما الثانية ففيها انتقاد حاد من قبل باريس لرفض السلطات في دمشق الإفراج عن عالمة النفس رفاه راشد، التي اعتقلت في مطار دمشق وهي في طريقها إلى العاصمة الفرنسية.
وفي الرسالة الثالثة دعت باريس السلطات السورية إلى تحمل «مسؤولية توفير أمان سفارتها وموظفيها في دمشق. وترى مصادر فرنسية أن رجال النضام السوري يقفون وراء هذه الاعتداءات وأن التظاهرات التي تتعرض للمصالح الفرنسية ليست عفوية. وفي الرسالة الرابعة «حذرت باريس السلطات السورية من التعرض للمتظاهرين وقمعهم”.
وأشار فاليرو إلى أن الملف السوري سيكون على جدول مباحثات وزراء الخارجية الأوروبيين في اجتماعهم الاثنين المقبل في لوكسمبورغ، وأن اهتمام الوزراء سينصب على بلورة سلة جديدة من العقوبات تكون الثامنة في إطار مسار تصاعدي لعقوبات ضد النظام السوري تهدف إلى وقف العنف على المتظاهرين .
ومن المنتظر أن تستهدف العقوبات هذه المرة القطاع المصرفي السوري بغرض شل حركته المالية في الخارج مع البدء بدراسة تدابير أخرى أكثر جذرية.
وقد سأل موقع «أخبار بووم» فاليرو ما إذا كانت هذه العقوبات يمكن أن تنعكس سلباً على لبنان بسبب ترابط اقتصادي البلدين، فردّ بأن باريس تأخذ بعين الاعتبار المصالح اللبنانية وأن هذه العقوبات سوف توجه «حصراً» لأفراد ومؤسسات تساهم بدعم النظام السوري. وفي سياق إجابته أعرب عن «قلق باريس العميق» إزاء المعلومات التي تحدثت عن انتهاك القوات السورية للحدود اللبنانية وقتل مواطن سوري في الجانب اللبناني من الحدود. ونوه فاليرو بتصريحات رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي وإعلانه «التزمه» فيها بحماية اللاجئين، وقال «أخذنا علماً بها». وذكّر بمسؤولية لبنان في حماية المعارضين السوريين الموجودين على الأراضي اللبنانية.