- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

سوريا: التكتيك القتالي للجيش النظامي

دمشق – خاص «برس نت»

بدأت تتوضح صورة التكتيك القتالي الذي يتبعه الجيش النظامي في سوريا في معاركه مع المعارضة المسلحة. فهو يسلط الأضواء عبر الإعلام الموجه على نقطة أو نقطتي تماس مثل حلب وأدلب، في حين أن قواه الضاربة «تنظف بقع الثوار في مناطق أخرى» مثل دمشق وحمص وحماة مؤخراً.
فقد كشفت معلومات متقاطعة أن القوات السورية اقتحمت آخر معقل للمعارضة المسلحة في دمشق بالدبابات والمركبات المدرعة أمس الجمعة فيما الانتباه العالمي مشدود نحو حلب. وقد سقطت المعارضة المسلحة في هذا الفخ الإعلامي، وظنت أن «التهويل بخطر مجزرة في حلب» سوف يغير يستدر المزيد من المساعدات خصوصاً الأسلحة ويمكنه أن يغير في المواقف الديبلوماسية المتردد أو غير الحازمة مع النظام السوري. وحتى القوى الغربية وقعت في هذا الفخ وسلطت اهتمامهاالإعلامي على حلب، دون أن يلتفت أحد إلى «الحسم الذي جرى في دمشق».
وتحضيراً للمعركة الجديدة وقصفت المدفعية وطائرات الهليكوبتر حلب بشكل عنيف بحيث قالت الأمم المتحدة إن القوات تستعد لشن هجوم واسع على المدينة، في الوقت التي كانت قوات الكوماندوس التابعة للواء ١٠٥ التابع للحرس الجمهوري (الذي كان يقوده اللواء المنشق مناف طلاس) تطهر حي «التضامن» في جنوب دمشق بعد أن اجتاحته بعشرات من الدبابات والمركبات المدرعة، كما حصل في أقدم أحياء حمص «الحميدية».
وقال نشط إن القوات أعدمت عددا من الاشخاص بعد دخولها حي التضامن. ولم يتسن التحقق من تلك الرواية. ووصف أحد السكان كيف دخل «آلاف الجنود الحي ووقاموا بتفتيش المنازل واحد تلو الآخر».
وودارت هذه المعارك على صدى استقالة الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان من مهمته كمبعوث دولي للسلام في سوريا وسلطت الضوء على عجز جهود الوساطة في الانتفاضة المستمرة ضد الأسد منذ ١٧ شهرا.
وقال «هرفيه لادسوس» الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام في نيويورك «أن التركيز كان قبل نحو اسبوعين على دمشق، وهو الآن منصب الآن على حلب حيث يوجد حشد كبير للعتاد العسكري وحيث نرى مبررا للاعتقاد بأن المعركة الرئيسية توشك أن تبدأ». وبالفعل تتدفق القوات السورية النظامية إلى حلب وعلى رأسها «اللواء ١٠٥» تحت قيادة «عصام زهرالدين» الذي قاد القوات التي «طهرت باب عمرو» في حمص قبل أشهر. ويتوقع المراقبون أن يكون «القتال بلا رحمة» في حلب وهو يتركز على حي «صلاح الدين» الذي يعتبره الجيش السوري محور مهماً لقطع أوصال القوات المعارضة التي تمسك بـ ٧ أحياء من أصل ٢٣ حي تكشل مدينة حلب إلى جانب حيين يسيطر عليهما الأكراد (حي الشيخ مقصود وحي الأشرفية).
ويتحدث نشطاء عن اشتباكات عنيفة في منطقة صلاح الدين، وقال مسلحون إنهم خسروا حتى الخميس« ٥٠ رجلاً في المعركة هناك». قال المعارضون المسلحون اليوم الجمعة إنهم استولوا على مركز كبير للشرطة في حلب بعد أيام من الاشتباكات. وقال قائد كبير في المعارضة المسلحة يدعى أبو زاهر إنهم احتجزوا عددا من ضباط الشرطة وصادروا اسلحة وذخائر.
ولا يسيطر المعارضون تماما على كل المناطق حول جنوب غرب حلب حيث مازالت بعض القرى موالية للأسد بينما تؤيد قرى أخرى المعارضة.
ولا يكفي الأخطاء التكتيكة التي تزيد من وهن المعارضة المسلحة فإن علامات الغضب بين السكان من تصرف الثوار بدأت تخرج إلى العلن وكذلك المؤشرات على التشاحن بين فصائل المعارضة من جهة وبين المقاتلين والسكان من جهة أخرى. ولم يعد يتردد السكان من القول لوالات الأنباء «الجيش السوري الحر يسبب لنا صداعا الآن». وقال شاهد «إذا لم تعجبهم أفعال شخص يقيدونه ويضربونه ويعتقلونه»، وأضاف آخر «الخلافات الشخصية بين أعضاء الكتائب تسوى عن طريق الخطف والقوة. إنهم أنانيون ونحن غير راضين عن هذا».