- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

احتجاج عراقي رسمي على زيارة أوغلو غير الرسمية

قدم العراق احتجاجا رسميا لمبعوث تركيا في بغداد اليوم الجمعة بعد قيام وزير الخارجية التركي بزيارة مفاجئة لمدينة كركوك العراقية الغنية بالنفط التي تزعم كل من الحكومة المركزية وحكومة اقليم كردستان شبه المستقل أحقيتها في السيطرة عليها.
وردا على ذلك استدعت تركيا السفير العراقي في انقرة وحذرته قائلة انه يتعين على بغداد ان “تتوخى الحذر” في تصريحاتها.
وهذه أحدث حلقة في سلسلة من الخلافات الدبلوماسية والاستدعاءات المتبادلة للسفراء بين الجارتين ومن المرجح أن تزيد علاقاتهما توترا.
وسافر وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو إلى كركوك يوم الخميس بعد لقائه مع رئيس اقليم كردستان في اربيل عاصمة الاقليم.
لكن وزارة الخارجية العراقية اتهمت تركيا بانتهاك الأعراف الدبلوماسية بالزيارة وقالت إن داود اوغلو لم يطلب إذنا لزيارة كركوك.
وقال بيان قوي اللهجة لوزارة الخارجية العراقية إن وكيل الوزارة سلم القائم بالأعمال التركي مذكرة احتجاج اليوم الجمعة.
وقال البيان “تضمنت المذكرة طلب الحكومة العراقية تفسيرا عاجلا لما حدث من الحكومة التركية.”
وفي وقت لاحق من اليوم قال مسؤول ان وزارة الخارجية التركية استدعت اكبر دبلوماسي عراقي لدى البلاد.
وأضاف المسؤول بوزرة الخارجية الذي طلب عدم نشر اسمه “قام وزير الخارجية التركي بالزيارة (لكركوك) بطريقة شفافة. لا يوجد برنامج سري.”
واضاف ان داود اوغلو تشاور مع المسؤولين الاكراد في اربيل قبل التوجه الى كركوك فيما وصف بانه اول زيارة الى المدينة يقوم بها وزير خارجية تركي منذ 75 عاما.
وتعرضت العلاقات بين أنقرة وبغداد لأزمة في أعقاب انسحاب القوات الأمريكية من العراق العام الماضي عندما سعت بغداد لاعتقال طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي الذي فر إلى كردستان ومنها إلى أنقرة التي منحته اللجوء.
وعقب ذلك تبادل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ونظيره التركي طيب اردوغان الانتقادات الحادة.
وتتنازع حكومة بغداد ومسؤولو اقليم كردستان منذ فترة طويلة بشأن السيطرة على أراض وحقول نفط على حدود الاقليم ويتركز النزاع على كركوك التي تحوز احتياطيات نفطية هائلة.
وقالت قناة ان.تي.في ان داود اوغلو اجتمع اليوم الجمعة مع اياد علاوي منافس المالكي وزعيم كتلة العراقية.
وقال علاوي في مقابلة مع القناة ان الازمة السياسية الحالية قد تسفر عن تفكك العراق.
واضاف في تعليقات ترجمت الى اللغة التركية على موقع القناة ان السبيل الاول لانهاء عدم الاستقرار السياسي هو اقتسام السلطة مضيفا ان الدستور يعطي البرلمان الحق في تغيير الحكومة.
ومضى قائلا انه اذا لم يتقبل المالكي اقتسام السلطة فسوف يتوجهون الى البرلمان لاجراء اقتراع لحجب الثقة.
والعراق وتركيا على خلاف أيضا بشأن الصراع في سوريا حيث اصبحت أنقرة إحدى الداعمين الرئيسيين للمعارضة المسلحة في حين رفضت بغداد تأييد دعوات للرئيس بشار الأسد للتنحي.
والعراق ثاني أكبر الشركاء التجاريين لتركيا بعد ألمانيا حيث بلغ حجم التجارة بينهما 12 مليار دولار في العام الماضي أكثر من نصفها مع اقليم كردستان.