- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أيلول الجديد!

فادي أبو سعدى

الخامس من أيلول القادم، هو التاريخ الذي تتحدث عنه القيادة الفلسطينية، لبحث موعد جديد للتوجه إلى الأمم المتحدة، لكن أيلول له خلفية طويلة عند الحديث عنه كفلسطينيين، فأيلول العام الماضي 2011، جعلونا ننتظر حدثاً كبيراً، رغم قناعتنا بأن شيئاً لن يتغير، وأيلول في التاريخ لنا فيه “الأسود” والأبيض، وذكراه ثقيلة علينا، رغم أن ما يلوح في الأفق، هو أن أيلول سيستمر معنا لأجل غير معروف.

لا تبدو المشكلة في أيلول، فهي فينا نحن بكل تأكيد، ذلك أن تجربة أيلول الماضية على أهميتها، أتت لنا بمزيد من الاحباط، نحن في غنى عن تكراره، خاصة وأن الاستراتيجيات غائبة، حتى وإن تحدثوا عنها، فمجرد تسريب وثيقة يُقال إنها “سرية” تثير عدة أسئلة لدى الشارع.

ما الذي نبحث عنه غير الحرية والخلاص من الاحتلال؟ وهل نحن جاهزون حقاً كما يقال دائماً لإدارة دولة؟ وكيف سنديرها على ظهور المواطنين “الهالكين” أصلاً، في ظل ميزانية “مكشوفة” دائماً، وبوجود البطالة، وبدون اقتصاد، وفي ظل نظام يعتاش على المعونات الدولية، والقليل من نظيرتها العربية لأسباب سياسية؟

هناك الكثير من العمل داخلياً يجب أن ننتهي منه قبل التوجه إلى العالم، رغم أهمية هذا التوجه، فالوضع على الأرض قابل للانفجار، ليس من الاحتلال الإسرائيلي وحسب، وإنما من غلاء المعيشة لذي ينخر جيوب المواطنين، ويربطهم بالبنوك بطريقة لا يقوون معها على فعل أي شيء، لأن حياتهم أصبحت عبارة عن عمل “إن وجد”، وديون كثيرة ودفعات شهرية.

حتى أيلول “تعب” منا، ولم يعد يحتمل ما يعولون عليه، خاصة في ظل تردي الوضع العربي، والإقليمي، وتبعات ما سُمي بالربيع العربي، الذي انكشف زيفه بعد ثورة الياسمين وجارتها المصرية، والاستعدادات العلنية لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، فمن سيلتفت لنا ولقضيتنا، التي يتحدثون عنها بوصفها “بوصلة” العرب!

كنا دائماً نقول راهنوا علينا “نحن الشعب”، ولا ترهنونا لأحد، ولا ترتهنوا لأحد غيرنا، لكن واقع الحال أن الشعب بأكمله مرهون للبنوك وللديون التي عليه، ورغم ذلك، إلا أن خيار الشعب دائماً ما يربح، وعليكم العودة له، بل ووضعه في سلم أولوياتكم، لأنكم وبدونه لا يمكنكم انهاء المعركة.

الحقيقة أن كل يوم في حياتنا هو أيلول، ويجب أن يكون كذلك دائماً، لا أن ننتظر من أيلول إلى آخر كل عام، لنخطو نصف خطوة، أو خطوة واحدة، ونعاود التراجع إلى الوراء، ونخفض سقف مطالبنا، ونقول.. “إلى أيلول القادم”!