- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

أطفالنا أكبادنا… لماذا نقتلهم؟

معمر عطوي

ثروة هم الأطفال، بل زينة الحياة الدنيا كما وصفهم القرآن الكريم، لكن الكثيرين من الآباء والأمهات لا يعرفون قيمة هذه الثروة البشرية فيساهمون في سحقها حتى ولو عن غير قصد.

وكما يقول المثل: «من الحب ما قتل»، كذلك بعض الآباء يقتلون أو يتسببون بقتل أطفالهم من شدة حبهم لهم، وتماهيهم مع متطلباتهم الغريبة العجيبة. فيسمحون لهم بالقيام بأمور هم أصغر من أن يقوموا بها أو هي خطرة لدرجة لا تجعل الوالد أو الوالدة يفكر/ تفكر بخطورتها.

من أشكال هذه العمليات الجرمية، التدخين داخل البيت، وما يتبعه من نشر للسموم في أجواء المنزل المُقفل. فكما نعرف أن التدخين السلبي يضر أكثر مما يتلقى المدخّن نفسه من نيكوتين.

هذه الآفة الخبيثة تؤسس مع الوقت لأمراض في التنفس والتهابات مُزمنة في الرئتين، اضافة الى حساسية صدرية قد تتطور الى ربو. أمراض يعرف الأهل أنها نتيجة تدخينهم في المنزل ويصرون على ممارسة الجريمة بحق أطفالهم حتى اذا عرفوا حجم الضرر الذي وقع فيه الطفل نتيجة تنقلاتهم بين الأطباء والمستشقيات لمعالجة فلذة كبدهم، كان السيف سبق العزل ووقعت الطامة الكبرى.

لعل من أكثر المشاهد تخلّفاً اليوم في عالمنا العربي، ظاهرة النرجيلة التي أصبح الشباب والشابات بعمر الورود، يُقبلون عليها تحت أنظار أهلهم وأولياء أمورهم، بينما كان التدخين للأطفال سابقاً عيباً ويحاسب عليه الأهل وحتى الأقارب.

الأنكى من ذلك أن ترى بضع نراجيل في غرفة واحدة، بينما الأطفال يلهون تحت غمامة من الدخان الكثيف ويسعلون من أثرها الحاد، ولا من يهتم من الكبار الذين استسلموا للنيكوتين ونسوا صحة الصغار.

ظاهرة أخرى من مظاهر التسيب والإهمال، نشاهدها كثيراً لدى رجل يضع طفله أمامه وهو يقود السيارة غير آبه لما قد يتعرض له هذا الطفل ذو الجسم الطري في حال أستخدم السائق «البطل» كوابح العجلات فجأة.

وهناك من لا يفكر بتاتاً بأن الأطفال تحت سن 16 لا يمكن لهم الجلوس في المقعد الأمامي من السيارة، لأن ذلك يعرضّهم لضرب الرأس في الواجهة الأمامية أو الاختناق من دفع البالون الهوائي «air bag».

وبعضهم يقود سيارته، رافعاً صوت المذياع يصدح بأغاني شعبية، فيما لا يكلّف نفسه النظر الى أطفاله الذين يجلسون من دون وضع حزام الأمان، أو قد تكون رؤوسهم خارج الشبابيك ومنهم من يخرج من الشباك الأعلى، فيتعرض لضربة قاضية حين يضطر السائق الى التوقف فجأة.

فما بالك بمن يضع ثلاثة أطفال دفعىة واحدة على دراجته النارية وينقلهم الى المدرسة أو منها للبيت.

هناك بعض الأمور التي تتعلق بالطبخ والقلي والشوي في المنزل أو في الحديقة، حيث يكون الطفل عرضة لسكب الزيت الساخن أو الماء الساخن على جسده في غفلة من أمه أو المسؤول عن تربيته.

كثيرة هي الحركات التي يقوم بها الأطفال أمام آبائهم، فيما الأخيرون لا يعيرون هذه التفاصيل اي اهتمام، فيخسرون زينة الحياة الدنيا. ويندمون بعد فوات الأوان.

كثيرون هم الآباء الذين يتسببون بقتل أطفالهم من غير قصد، لكن القانون بأي حال لا يحمي المغفّلين الذين هم عن أطفالهم ساهون.