- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

السعودية تخشى تصاعد الدور التركي

الود السعودي التركي قد لا يدوم

الود السعودي التركي قد لا يدوم

رسالة تحذيرية غير مباشرة وجهتها السعودية لتركيا، داعية اياها لاحترام مصالح المملكة في منطقة الشرق الأوسط، وبالاضافة إلى التحذير من مخاطر اللعب بالورقة السورية.
هذه الدعوة أطلقتها صحيفة “الوطن” السعودية من خلال افتتاحيتها، مؤكدة أن «تركيا تحاول  حاليا أن تلعب دورا فاعلا في أحداث سوريا من خلال استقبال اللاجئين وفرض عقوبات على النظام السوري، وهي بذلك تراهن على سقوط النظام الحالي ووصول نظام بديل يدين لتركيا بالولاء السياسي، لكن هذا الموقف يحمل مخاطر متعددة، لعل أهمها أن يتمكن النظام السوري الحالي بمساعدة حلفائه في روسيا والصين وإيران من تجاوز الأزمة الحالية».
«تحذير أخوي» كان لا بد منه للانتقال إلى تمرير رسالة أكثر أهمية مفادها أن “تركيا تستطيع بلا شك أن تلعب دوراً فاعلاً وإيجابياً في الشرق الأوسط، لكن عليها أن تكون أكثر حذراً في اتخاذ المواقف وصياغة التحالفات الإقليمية والدولية”.
وأضافت “كما أن عليها أن تحرص على احترام مصالح الدول الأخرى في المنطقة، وخصوصا الدول الخليجية، حتى يكون بإمكانها أن تساعد في بناء شرق أوسط أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً للجميع”.
وبالتأكيد فإن الدول الخليجية التي تتحدث عنها الصحيفة ليست الامارات، او قطر التي تتماهى مصالحها مع تركيا في الآونة الأخيرة، او حتى سلطنة عمان او البحرين،  بل السعودية التي ترى نفسها أنها اللاعب العربي الأهم، وأن مصالحها باتت مهددة في ظل تصاعد الدور التركي والنموذج الاسلامي المعتدل في مواجهة الاسلام المتزمت الذي تعد السعودية احد اهم منابعه، نتيجة هيمنة المذهب الوهابي المتشدد ولعبه دوراً سلبياً في تأخير وضع المملكة على سكة الاصلاحات الاجتماعية والسياسية.
كذلك تدرك السعودية خطر الثورات العربية عليها، بل أن وضعت دورها العربي والاقليمي في موضع خطر، لا سيما بعد خسارتها حليفها العربي الأبرز محمد حسني مبارك. كذلك تواجه السعودية على حدودها الجنوبية والشرقية انتفاضين، الاولى تهدد نظام ملكياً خليجياً وهو امر اكدت السعودية من خلال ارسالها قوات درع الجزيرة إلى قلب المنامة انها لن تسمح بحصوله مهما كلفها الأمر.
اما الثانية، فهي وان كانت تجري في دولة تحمل صفة الجمهورية، هي اليمن، فأن مخاطرها  على الأمن السعودي لا تقل أهمية عن مخاطر اي تبدل في طبيعة النظام في البحرين.
وفي المحصلة،  تهدد هاتان الثورتان امنها القومي في العمق، لا سيما انهما  الحدود المشتركة مع هاتين الدولتين متاخمتين لمناطق تضمن أكثرية شيعية، لا زالت السعودية تشكك في ولائها لها.
وفي خضم هذه الأجواء، تدرك السعودية أن دورها آخذ في التآكل، وتتملكها الخشية من أن يكون النفوذ التركي المكتسب في هذه المرحلة على حسابها.