البشير وسلفا كير… حفاوة لا تلغي الخلاف

حطت طائرة رئيس جنوب السودان سيلفا كير ميارديت، على أرض الخرطوم، حاملةً معها آمال السودانيين في الشطرين الشمالي والجنوبي، بأن تنجح الزيارة في وضع حد للمشاكل العالقة بين البلدين، وفتح صفحة جديدة تسمح للطمأنينة بالعودة إلى قلوب القاطنين على الحدود.
إلا أن الساعات التي امضاها سلفا كير في الخرطوم، وسط حرص الرئيس السوداني على استقباله بحفاوة، لم تثمر حتى اللحظة نتائج ايجابية. فبخلاف الرسائل الدبلوماسية بين البشير وميارديت، بتأكيد الأول على مبدأ عدم العودة الى الحرب وحسن الجوار ونسيان مرارة الماضي، واصرار الثاني على أن زمن الحرب ولى باتفاقية سلام 2005، واجماع  الثنائي أن السودان وجنوب السودان سيحلان خلافاتهما من خلال الحوار، لم يتم الاعلان عن تحقيق أي تقدم في مشاكل تقاسم عائدات النفط والديون، وحصص المياه، والجنسية والتنقل، أو حتى ابيي المختلف عليها ضمن الحدود الغير مكتملة التسريم حتى اللحظة.
وجل ما تمخض حتى الآن اقتصر على تشكيل خمس لجان لتعزيز العلاقات، ولاسيما في ما يتعلق بالتعاون التجاري، فيما تستمر جهود الاتحاد الافريقي ورئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي للدفع باتجاه ايجاد حلول تنهي التوتر الذي طبع علاقات البلدين منذ اقتراب موعد الاستفتاء وترجم من خلال تبادل الاتهامات بدعم الحركات المتمردة في كلا البلدين.
وهو سلوك لا يبدو أن الطرفين مستعدان للتوقف عنه على الاقل في الفترة الراهنة. فبيما كان ميارديت يستعد لبدء زياته الرسمية لدولة السودان، اطل والي جنوب كردفان، أحمد هارون، الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية على خلفية اتهاماه بارتكاب جرائم جرب في دارفور، في برنامج إذاعي  ليتهم رئيس دولة جنوب السودان  بتمويل الجيش الشعبي في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.