- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

صالح يناور مجدداً: سأترك السلطة في الأيام المقبلة

صالح يحاول استباق تقرير مجلس الأمن

صالح يحاول استباق تقرير مجلس الأمن

أطل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح نهار السبت على اليمنيين، معلناً أنه سيترك السلطة خلال الأيام القليلة القادمة. مضت الساعات الأولى للخطاب، من دون أن تثير اي ضجة، ليس لأن اليمنيين لم يشاهدوا خطاب صالح، بل لأنهم وصلوا إلى مرحلة ما عادوا يصدقون ما يصدر عنه من اعلانات أو تعهدات بعدما كسر كل الأرقام القياسية بالتملص من تعهداته، ولا سيما المبادرة الخليجية، التي لا يحتاج تطبيقها وانهاء الأزمة التي تعاني منها البلاد، سوى توقيعه عليها، وهو ما يأبى الرئيس اليمني أن يقوم به.
وعلى عكس تجاهل المحتجين لخطاب صالح، انشغلت الأوساط السياسية في محاولة تفكيك الألغاز التي أعلن عنها صالح في خطابه.
فهو اشار إلى أن موعد تركه للسلطة سيكون في الأيام المقبلة. ومنذ اندلاع الاحتجاجات في كانون الثاني الماضي، وحتى اليوم، مضت أيام وأسابيع وحتى أشهر ولم يترك علي عبد الله صالح السلطة بل ازداد تشبثاً بها، ولذلك فإن تحديد أجل التنحي لم يستطع أي شخص  التكهن به.
أما حديثه أن «هناك رجالاً سيمسكون السلطة، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سواء كانوا مدنيين أو عسكريين سيمسكوا الوطن ومستحيل أن هؤلاء يخربوا الوطن»، فيحمل أكثر من رسالة، ذهب البعض إلى القول إنها تحمل في طياتها تهديداً بانقلاب من نوع جديد يعمل خلاله صالح على تكوين مجلس من عسكريين أو عسكريين ومدنيين يوليهم مهمة تسيير شؤون الدولة، في حين فضل البعض ان يكون أكثر تفاؤلاً بمحاولة ربط حديث صالح بنيته وضع السلطة في يد نائبه عبد ربه منصور هادي الذي يحمل الصفتين العسكرية والسياسية.
ووسط الحيرة التي وضع صالح فيها المحليين، كانت المعارضة اليمنية شبه حاسمة في أن ما يقوم به صالح ليس سوى مناورة جديدة تحسباً لما سيصدر عن مجلس الأمن الدولي الذي سيجتمع قريباً للاستماع إلى تقرير من المبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر، لن يكون بالتأكيد في صالح الحكومة، التي تحملها الأطراف الدولية المسؤولية عن تصاعد الأزمة السياسية والانسانية في البلاد.
وبالفعل لم يطل الزمن، حتى جاء الجواب الشافي من المدافع الأول عن الرئيس اليمني وعائلته، فأكد  نائب وزير الإعلام اليمني، عبده الجندي، أن صالح لن يستقيل من منصبه، بحسب ما تنص عليه المبادرة الخليجية، وأنه ستتم الدعوة لانتخابات مبكرة، ودعا المعارضة إلى التوقف عن الأعمال العسكرية وحل الأزمة في البلاد بطرق سلمية، ليظهر أن ما حاول الترويج له صالح في خطابه لم يكن يهدف سوى للتضليل ومحاولة وضع شروط جديدة للتنحي. يضاف إلى ماسبق أن أعلنه الرئيس اليمني، خلال الأشهر الماضية، ومن بينها تأكيده أنه لن يغادر الرئاسة اذا لم يمنع معارضيه من استلام السلطة.