تستمر المعارك للسيطرة على حلب في شمال سوريا بين المجموعات المقاتلة المعارضة والقوات النظامية التي تقصف احياء المدينة برا وجوا، بينما ما زالت المساعي الدبلوماسية لحل الازمة السورية متعثرة.
وفي القاهرة، اعلن نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي كان مقررا عقده الاحد في جدة حول سوريا، من دون اعطاء اسباب للارجاء. وكان اعلن السبت عن الاجتماع “لبحث العمل السياسي” الذي يمكن القيام به بعد استقالة موفد الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان وذلك قبل 48 ساعة من قمة اسلامية استثنائية بدعوة من السعودية التي تحاول استنفار الجهود لايجاد حل للوضع السوري.
وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا الى ضمان “وجود مرن للامم المتحدة ابعد من العمل الانساني” في سوريا بعد انتهاء مهمة المراقبين الدوليين في 19 آب/ اغسطس، مؤكدا على واجب الامم المتحدة في المساعدة في تسوية ازمة الشعب السوري.
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان المقرب من المعارضة ان احياء الشعار وطريق الباب والصاخور ومساكن هنانو في شرق حلب وبستان القصر في غربها تعرضت السبت لقصف من القوات النظامية السورية. كما اشار الى قصف مماثل على مناطق في حي صلاح الدين “بالتزامن مع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة”.
واعلن النظام السوري الخميس ان قواته تسيطر على حي صلاح الدين (جنوب غرب)، الا ان الجيش السوري الحر يؤكد استمرار المعارك في الحي واستعادته بعض “المواقع الاستراتيجية” التي كان خسرها.
وكتبت صحيفة “الوطن” السورية المقربة من السلطات الاحد “بات الطريق الى حي السكري الشعبي، المعقل الثاني لمسلحي حلب” الواقع في جنوب المدينة والقريب من صلاح الدين “مفتوحا امام الجيش العربي السوري الذي سيطر على محاور عديدة تمكنه من اقتحام الحي بعد ان بسط نفوذه في صلاح الدين المعقل الرئيس لهم”، في حين قال المرصد ان “الاتصالات مقطوعة بكل اشكالها عن مدينة حلب ومناطق واسعة في ريفها منذ فجر الأحد”.
في الوقت نفسه، تستمر العمليات العسكرية في مناطق اخرى من البلاد، لا سيما في ريف دمشق ودرعا (جنوب) وحمص وحماة (وسط). وقد قتل فيها الاحد 13 شخصا، بينهم سبعة عناصر من قوات النظام استهدفهم مقاتلون معارضون، احدهم في ريف حلب، والستة الآخرون في استهداف قافلة للقوات النظامية قرب بلدة خربة غزالة في درعا صباحا.
واتهم المجلس الوطني السوري المعارض وناشطون قوات النظام السوري “بإعدام عشرة شبان” مساء السبت في حي الشماس في جنوب مدينة حمص بعد اقتحامه.
واتهمت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل ايران بالمشاركة في عمليات النظام، منذرة ب”رد قوي جدا في قلب النظامين الايراني والسوري”.
وسبق الاقتحام قصف واطلاق نار كثيف استمر اكثر من 24 ساعة، بحسب المرصد وناشطين.
من جهة ثانية، اغتال مسلحون صحافيا في وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مساء السبت خلال وجوده في منزله في ريف دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان والوكالة السورية. واتهمت سانا “مجموعة ارهابية مسلحة” بالاغتيال، واوضح انه قتل بـ”اطلاق الرصاص عليه في منزله” في جديدة عرطوز. وقتل 148 شخصا في اعمال عنف في سوريا السبت بينهم 85 مدنيا.
في فرنسا، اكد الرئيس فرنسوا هولاند السبت تصميم فرنسا على البحث عن حل سياسي في سوريا. واوضح ان الامر يتعلق “بمساعدة اللاجئين والمقاتلين الذين يواجهون قمعا يمارسه نظام لم يعد يحركه سوى الخوف من قرب نهايته”.
ونقلت طائرة شحن السبت من جنوب فرنسا نحو مئة طن من المعدات اللازمة لاقامة مستشفى ميداني على الحدود بين الاردن وسوريا، تشمل ادوية ومعدات.
وكانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اعلنت السبت من تركيا انها بحثت في خطط عملانية مع الجانب التركي بغية “تسريع نهاية اراقة الدماء ونظام الاسد”، مضيفا “هذا هو هدفنا الاستراتيجي”.