عاد مدنيون سوريون يائسون لتفقد منازلهم على خطوط المواجهة في منطقة صلاح الدين التي اصابها الدمار في حلب أمس الأحد على الرغم من رصاص القناصة وتحذيرات المعارضة المسلحة. وقاد المدنيون سياراتهم إلى نقاط التفتيش التي اقامتها قوات المعارضة وطالبوا بالسماح لهم بالعبور ربما بعد ان اقتنعوا بما زعمته القوات الحكومية من سيطرتها بشكل كامل على حي صلاح الدين حيث دارت معارك طاحنة لثلاثة اسابيع.
ووبثت وكالة أنباء «روترز» بعض الشهادات لهؤلاء حين كان يصرخ مقاتلو المعارضة المسلحة في نقطة تفتيش “قناصة. قناصة” كانت بعض النساء في اماكنهن في ارتباك وعناد وكلهن اصرار على المرور إلى منازلهن. وقال رجل “يجب ان ادخل. جاري قال لي ان منزلي تعرض للنهب واريد ان استعيد متعلقاتي. ارجوك دعني ادخل فقد رحلت بالملابس التي ارتديها.” وقال مقاتل نافذ الصبر “انطق الشهادتين وادخل.”
وعاد العشرات من سكان منطقة صلاح الدين إلى المنطقة بعد ان بث التلفزيون الحكومي السوري تطمينات بأن المنطقة قد اخليت من “الارهابيين” وان السكان يعودون إلى ديارهم. وارسلت رسالة إلكترونية عبر الهواتف المحمولة تهنئ سكان حلب “بتحرير صلاح الدين من الارهابيين” بمساعدة عائلات صلاح الدين.
لكن مقاتلي المعارضة الذين يواجهون قوات الجيش التي تدعمها الطائرات المقاتلة والدبابات والمدفعية وطائرات الهليكوبتر الحربية ينظرون بريبة إلى السكان الذين حاصروا نقطة التفتيش. وقال مقاتل معارض يطلق على نفسه اسم ابو اسلام “كل هؤلاء المدنيين من معارضي الثورة. انهم يصدقون دعايات التلفزيون السوري بأن المنطقة اخليت من المقاتلين.”
وقريبا جدا من شارع سيف الدولة على الطرف الشرقي لصلاح الدين اصابت رصاصة شاب في العشرينات من عمره في بطنه واردته قتيلا. وجره مسعفون إلى جانب طريق بينما صرخ والده بشكل هستيري “ولدي الوحيد راح”. ويبدو أن اكثر القتلى في معارك الشوارع.
وفي مستشفى ميداني قام طبيب بعلاج طفلة في التاسعة من عمرها اصيبت في خصرها برصاصة اطلقها قناص. وكانت قدماها ترتعشان بينما يطهر الطبيب جرحها ويضمده. وقال والد الطفلة المصابة “كنا نمشي هذاالصباح للحصول على الخبز من مخبز قريب… اصيبت عندما بدأ قناصة في اطلاق النار عشوائيا ناحيتنا.” وقال الطبيب الذي طلب عدم الكشف عن هويته خوفا على سلامته الشخصية ان ثلاثة مدنيين لقوا حتفهم في المستشفى البدائي الذي يضم اربعة اسرة يوم السبت. وعالج الطبيب وستة من المتطوعين غير الطبيين عشرة آخرين في مستشفاهم المؤقت. وقال الطبيب “انا جراح ومهنتي تعني التعامل مع الدماء بشكل يومي لكنني بكيت في هذا المكان مما رأيته.” واضاف ان العديد من المصابين جاءوا باصابات خطيرة جراء الشظايا في الراس والصدر والبطن وقال “اصيب كثير من الاطفال بسبب انهيار منازلهم فوق رؤوسهم.” وقال انه يستقبل اكثر من 15 مصابا يوميا كلهم من المدنيين”بعضهم يموت وبعضهم اصابته خطيرة.”