- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

ديوانية “أبو إبراهيم ”

نجاة شرف الدين

عاش الاعلام اللبناني الاسبوع الماضي على وقع يوميات ” أبو إبراهيم ” المتعلقة بالمخطوفين  اللبنانيين الأحد عشر ، الموجودين في أعزاز على الحدود السورية التركية ، بضيافة قائد المجموعة الخاطفة ” عماد الداديخي ” المعروف ب أبو إبراهيم ، والذي إختار الظهور على الاعلام ، ودعوة الإعلاميين اللبنانيين والفنانين لزيارة المخطوفين وإجراء مقابلات معهم ، والاطلاع على أوضاعهم .
منذ لحظة عملية الخطف في الثالث والعشرين من أيار الماضي ، برزت قضية المخطوفين في الاعلام العربي والدولي ، على أنها قضية مرتبطة بالملف السوري ، وبالتحديد في موقف حزب الله الداعم للنظام السوري ، خاصة ان المختطفين كانوا يقومون بزيارة الى المقامات الدينية في إيران ، وتسارعت الاتصالات على مستويات محلية وعربية وإقليمية من أجل الإفراج عنهم ، إلا ان معظم الخطوات  فشلت في إيجاد حل ، خاصة أن تعقيدات وعناصر عدة دخلت على خط هذا الملف .
إعلاميا ، وبعد مرور ثلاثة أشهر كانت القضية تتصاعد في وسائل الاعلام ، عبر تحركات أهالي المخطوفين في الضاحية الجنوبية لبيروت من خلال قطع الطرقات ، ولا سيما طريق المطار ، وتعود لتغيب مجددا عن الاعلام ، ثم تعود عند بروز أي معلومة تتعلق بمكان المخطوفين وإمكانية تعرضهم  لقصف أو لإصابة أو بطلب من الخاطف والذي أصبح نجما تلفزيونيا ، يقدم في كل مرة مطالب جديدة تتغير وفقا للظروف والتطورات ، فبعدما طالب السيد حسن نصر الله بالاعتذار ، عاد ليطلب ان يتم الاتصال به من قبل مسؤولين في الحكومة ، أو من أسماء محددة في أجهزة الدولة اللبنانية ، لينتقل ملف المخطوفين لمرحلة إعلامية جديدة ، لم تشهد لها مثيلا في تاريخ عمليات الخطف ، حيث تتحول الحدود السورية التركية ، وبالتحديد معبر باب السلامة أو باب الهوى، الى محطة إعلامية لوسائل الاعلام يتم إستقبالهم عندها قبيل عبور الحدود الى أعزاز حيث يتواجد المخطوفون .
هو مشهد سوريالي بامتياز ، تنقله محطات التلفزة المحلية ، التي سمح لها أبو إبراهيم بالقدوم ولقاء ” الضيوف ” لديه كما يحب أن يسميهم ، ويجرون المقابلات عن أوضاعهم الجيدة ، وكيف ان ” أبو إبراهيم ” يعاملهم ” كالأب ويخاف عليهم أكثر من خوفه على الثوار خصوصا خلال القصف ” ، وهم يشيدون ” بالثورة السورية ويدعون لها بالانتصار ويصفونها بثورة الحرية ويطالبون بالاعتراف بشرعية الجيش الحر ” .
هذا المشهد الذي أضاف له الاعلام عنصرا عاطفيا من خلال اصطحابهم لبعض أقارب المخطوفين ، وتصوير اللقاء المؤثر ، أراده أبو إبراهيم ، وهو الرجل الأربعيني تاجر الخضار ، والذي يحاول أن يعطي إنطباعا هادئا ،  ويتزعم مجموعة من الثوار  ، ” ليعرف العالم قضيتنا وخاصة الاعلام اللبناني الذي يتجاهلنا ” معتبرا أن الهدف اليوم إعلامي فقط.
هذه الضجة الاعلامية التي أثارها أبو إبراهيم مؤخرا في يوميات تلفزيونية ، لم يتضح حتى اللحظة الهدف الفعلي منها ، شكلت مساحة ومادة اعلامية بين الضاحية الجنوبية وأعزاز ، وسواء أصبحت القضية عبأ على الخاطفين  أم بداية مسار لإخلاء سبيل المخطوفين  وإنهاء القضية ، فإن المشهد الاخير لاستقبالات أبو إبراهيم أشبه  بديوانية إنما  مباشرة على الهواء …