- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

إبتزاز أوباما

تجاة شرف الدين

بعد فترة من تراجع الحديث عن ضربة إسرائيلية لإيران قبيل الانتخابات الاميركية في نوفمبر المقبل ، تصاعدت التصريحات الاسرائيلية الداعية الى توجيه ضربة قبل حصول إيران على السلاح النووي، والتي تزامنت مع نقاشات سياسية وإقتصادية داخلية عن الاستعدادات لتحمل ردود الفعل على هذه الضربة والتحضيرات من الملاجئ ولا سيما في تل أبيب والمجهزة ب 60 الف موقف للسيارات تحت الارض يمكن إستخدامها لاستقبال مئات آلاف الاسرائيليين ، مرورا بالأقنعة الواقية من الاسلحة الكيماوية وإحتسبوا عدد الضحايا بأنه لن يتجاوز ال 500 قتيل، وصولا الى تطمينات من رئيس البنك المركزي الاسرائيلي ستانلي فيشر  حول الاقتصاد  بسبب زيادة الاحتياطات الى 75 مليار دولار .

هذا النقاش الدائر في الاعلام الاسرائيلي، والذي يضع سيناريوهات الحرب التي يرى أنها يمكن ان تستمر لثلاثين يوما ، إنتقل الى الإعلام الغربي ولا سيما الأميركي ، وهو ما تراوحت التحاليل بشأنه بين من إعتبر تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير دفاعه إيهود باراك بالتهديد بالضربة ، بأنها تهدف للضغط على أوباما من أجل تقديم تنازلات وإلتزامات قبيل الإنتخابات وإستدراج  تصريحات أو موقف حازم من الرئيس الأميركي ضد إيران ، وبين من ذهب الى دعوة أوباما لمنح إسرائيل منظومات أسلحة متطورة ، وهو ما عبر عنه مستشار أوباما السابق دنيس روس ، الذي إقترح تقديم قنابل قادرة على إختراق مواقع محصنة وذلك مقابل إلتزام تل أبيب بتأجيل الضربة العسكرية ضد إيران الى العام المقبل . كما حاول وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا ورئيس هيئة الأركان للجيش مارتين ديمبسي التقليل من نتائج الضربة من خلال تأكيد ديمبسي أن أقصى ما يمكن أن يؤدي إليه هجوم عسكري إسرائيلي على إيران ، في حال شنته بمفردها ، هو إرجاء إنتاج أول قنبلة نووية إيرانية عدة أعوام ، مؤكدا أن إسرائيل لا تملك قدرة كافية على تدمير البرنامج النووي الإيراني . وهذا الكلام الأميركي ، وصفه أحد المحللين الإسرائيليين بقوله ” هذا فحواه لا تتجرأوا على فعل أي شيء من دون علمنا” . وهو ما فسره الترحيب من قبل البيت الأبيض بتصريحات الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز الذي قال ” إن إسرائيل لا يمكنها ان تهاجم إيران بمفردها وعليها ان تتعامل مع الولايات المتحدة بهذا الشأن ” .
في المقابل ، وفي محاولة للضغط على أوباما ، ذهب رئيس جهاز الإستخبارات العسكرية عاموس يادلين الى دعوة أوباما لزيارة إسرائيل والتأكيد لقادتها وشعبها على أن مسألة منع تسلح إيران نوويا يعد من مصلحة الولايات المتحدة لا سيما إمكانية اللجوء الى العمل العسكري .

تصاعد التصريحات التهديدية الإسرائيلية قابله تصعيد في الخطاب الإيراني ومن الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي إعتبر ان “وجود إسرائيل إهانة للإنسانية”، وتبعه العديد من المسؤولين الإيرانيين الذين شككوا بصدقيتها معتبرين أنها ” وهمية وليست حقيقية ” ومنهم من إعتبرها أنها تأتي في سياق الحرب النفسية ومهددين بدورهم برد مدمر في حال نفذت إسرائيل تهديدها وهو ما جاء على لسان وزير الدفاع أحمد وحيدي الذي إعتبر أن “قادة الكيان الصهيوني يتجهون  نحو التمهيد لانهيار كيانهم وجيشهم”.
حرب التصاريح الإسرائيلية الإيرانية إمتدت الى لبنان ، حيث أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان الحرب مع لبنان مكلفة جداً ويمكننا ان نغير وجه إسرائيل ، كما سنحول  حياة مئات آلاف الإسرائيليين الى جحيم .
يبدو ان الموجة الجديدة من تصريحات نتانياهو باراك التهديدية قد أدت رسالتها الأميركية أولا ، عبر الضغط على رئيسها من أجل إبتزازه عشية الإنتخابات ، وهي أشبه بمشهد متظاهر إسرائيلي نقلت صوره وسائل الإعلام وهو يرتدي زي ” batman”  ويرفع يافطة ضد شن حرب على إيران وكتب عليها ” بيبي، إيهود ، أتركوا التفجيرات والتأثيرات للأبطال الحقيقيين ، عودوا الى بيوتكم ” .