- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

لافروف يحذر الغرب من التدخل في سوريا

حذرت روسيا الغرب يوم الثلاثاء من القيام بعمل منفرد في سوريا بعد يوم من تهديد الرئيس الأمريكي باراك حسين اوباما “بعواقب وخيمة” إذا استخدم الرئيس السوري بشار الأسد أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو حتى حركها بشكل ينطوي على تهديد. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف متحدثا بعد لقاء دبلوماسي صيني كبير إن موسكو وبكين متفقتان على الحاجة إلى “الالتزام بصرامة بمعايير القانون الدولي والمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة وعدم السماح بانتهاكها.”

وقال نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل بعد لقائه مع لافروف في موسكو ان تهديدات اوباما ضد سوريا موجهة للاستهلاك الاعلامي. وأضاف ان الغرب يبحث عن ذريعة للتدخل العسكري وشبه التركيز على الأسلحة الكيماوية السورية بالسياسة التي انتهجها الغرب تجاه العراق الذي غزته قوات تقودها الولايات المتحدة بحجة ان صدام حسين يخفي اسلحة دمار شامل. وقال في مؤتمر صحفي “التدخل العسكري المباشر في سوريا مستحيل لان من يفكر فيه ايا كان… انما يدخل في مواجهة اوسع نطاقا من حدود سوريا.”

ولم تبد الولايات المتحدة وحلفاؤها رغبة تذكر في التدخل العسكري في سوريا على عكس الحملة التي شنها العام الماضي حلف شمال الأطلسي والتي ساعدت على الإطاحة بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي. لكن أوباما استخدم أشد لهجة على الإطلاق يوم الاثنين في تحذير الأسد من استخدام أسلحة غير تقليدية. وقال أوباما “لقد أوضحنا بجلاء لنظام الأسد وأيضا لأطراف آخرين على الأرض أن تجاوز الخط الأحمر من وجهة نظرنا هو ان نبدأ نرى مجموعة كاملة من الأسلحة الكيماوية يجري نقلها أو استخدامها. سيغير ذلك حساباتي.”

وأقرت سوريا الشهر الماضي للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيماوية او بيولوجية وقالت إنها يمكن أن تستخدمها في حالة تدخل دول أجنبية. وأثار هذا التهديد تحذيرات قوية من واشنطن وحلفائها لكن ليس من الواضح كيف يمكن للقوات المسلحة السورية أن تستخدم هذه الأسلحة في حرب المدن.

كما قال أوباما ربما في اشارة إلى حزب الله الشيعي اللبناني وهو حليف للأسد تدعمه إيران أو إلى متشددين اسلاميين “لا يمكن أن نقبل سقوط اسلحة كيماوية او بيولوجية في ايدي من يجب ألا تكون في ايديهم” مضيفا انه غير متأكد من ان تلك المخزونات آمنة.

ويقول موقع جلوبال سيكيورتي الذي يجمع تقارير مخابرات منشورة وبيانات اخرى انه توجد اربعة مواقع يشتبه في انها تضم أسلحة كيماوية في سوريا تنتج غاز الاعصاب في اكس والسارين والتابون. وأضاف ان هذه المواقع شمالي دمشق وقرب حمص وفي حماة وقرب ميناء اللاذقية على البحر المتوسط وذلك دون ذكر مصدر.

ويدور جدال في إسرائيل التي لا تزال رسميا في حالة حرب مع سوريا بشأن ما اذا كان يتعين عليها مهاجمة مواقع الاسلحة غير التقليدية التي ترى انها اكبر خطر يمكن ان ينجم عن الصراع في سوريا.

ويعزف أوباما عن دخول الولايات المتحدة في حرب أخرى بالشرق الأوسط ويرفض تسليح مقاتلي المعارضة السورية ومن أسباب ذلك الخوف من أن بعض من يحاربون الأسد هم من الإسلاميين المتشددين الذين يناصبون العداء ايضا للغرب.

وسيطر مقاتلو المعارضة على قطاعات من الاراضي في شمال سوريا قرب تركيا التي تستضيف حاليا 70 ألف لاجئ سوري والتي أشارت الى ان الامم المتحدة قد تحتاج الى انشاء “منطقة آمنة” في سوريا اذا تجاوز العدد 100 الف لاجيء.

لكن إقامة منطقة آمنة سيتطلب فرض منطقة حظر جوي وهي فكرة قال وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الأسبوع الماضي إنها ليست “قضية ملحة” بالنسبة لواشنطن. ومع تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بسبب انقسامات بين القوى العالمية والخصومات الإقليمية تواجه سوريا احتمال أن تشهد صراعا طويل الامد بين السنة والعلويين.

وأثر هذا البعد الطائفي على لبنان المجاور حيث قتل خمسة اشخاص وأُصيب أكثر من 60 بجروح في مدينة طرابلس بشمال البلاد وهي بلدة تسكنها أغلبية سنية إلى جانب أقلية علوية تساند الأسد بشدة.