برأت محكمة الاستنئاف البحرينية الخميس الناشط الشيعي نبيل رجب من تهمة سب اهالي منطقة المحرق السنية عبر “تويتر”، لكنه يبقى مسجونا على ذمة قضايا اخرى، في حين كانت محكمة ابتدائية حكمت في تموز/ يوليو على رجب (48 عاما) بالسجن ثلاثة اشهر في هذه القضية.
وفي تعليق على الحكم، قالت وزيرة الدولة لشؤون الاعلام البحرينية سميرة رجب في بيان ان “الحكم ببراءة نبيل رجب في القضية المرفوعة ضده بقذف وسب أهالي منطقة المحرق عبر حسابه الشخصي في تويتر جاء بناء على عدم اطمئنان القاضي للأدلة المطروحة في القضية”.
وقضت محكمة بحرينية الخميس الماضي في 16 اب/ اغسطس بسجن رجب ثلاث سنوات بتهمة المشاركة في مسيرات غير مرخصة. وستنظر محكمة استئناف في العاشر من ايلول/ سبتمبر في طعن تقدم به رجب ضد ذلك الحكم.
وحركت السلطات خلال الاشهر الماضية خمس قضايا بحق نبيل رجب، ثلاث منها تتعلق بالتظاهر غير المرخص، وواحدة بسب اهالي مدينة المحرق، وقضية خامسة تتعلق باهانة قوات الامن البحرينية وقد غرمته المحكمة عنها مبلغ 300 دينار بحريني (800 دولار).
وقال احد المحامين الذين حضروا الجلسة اليوم الخميس ان نبيل رجب، الذي يرأس مركز البحرين لحقوق الانسان،الناشط في توثيق “الانتهاكات” التي يتعرض لها المحتجون في البحرين، “اشتكى امام المحكمة خلال الجلسة من تعرضه للتعذيب النفسي والجسدي، كما اشتكى من ابقائه في غرفة مظلمة وهو منقطع عن العالم، وممنوع من الاتصال بعائلته”.
ودعت عدة دول ومنظمات دولية البحرين الى الافراح عن رجب.
وكان نبيل رجب اعتقل مرة اولى في الخامس من ايار/مايو ثم افرج عنه لايام قليلة قبل ان يلقى القبض عليه مجددا مطلع حزيران/يونيو.
وتشهد البحرين منذ شباط/فبراير 2011 حركة احتجاجية ضد الحكومة يقودها الشيعة الذين يشكلون غالبية السكان ويطالبون بملكية دستورية، الا ان البعض منهم يذهب في مطالبه الى حد “اسقاط النظام” وانهاء حكم اسرة ال خليفة السنية.
واعلنت وزارة الداخلية البحرينية السبت ان شابا شيعيا قتل بعد اطلاق قوات الامن النار على مجموعة محتجين استهدفوا دورية امنية بالزجاجات الحارقة (المولوتوف) في المحرق، فيما افادت جمعية الوفاق الشيعية المعارضة ان الشاب هو مراهق في السادسة عشرة من العمر وقضى بعد “الهجوم عليه بوحشية بالغة”.
وافادت السلطات انها اعتقلت خلال الايام الاخيرة 19 شخصا على الاقل خلال اعمال شغب في مناطق شيعية، لاسيما بعد تشييع المراهق الذي قتل.
كما اعلنت الداخلية ان 700 شرطي اصيبوا بسبب اعمال عنف منذ بداية العام.
من جهتهم، ذكر شهود عيان ان القرى الشيعية شهدت خلال الايام الماضية تظاهرات شارك فيها رجال ونساء رفعوا فيها صورا للناشط الحقوقي نبيل رجب، ورددوا شعارات مثل “قالها الشعب الاصيل …افرجوا عن النبيل”، كما حملوا اعلام البحرين.
وانتهت هذه التظاهرات بمصادمات مع قوات الامن التي استخدمت الغاز المسيل للدموع وطلقات الشوزن، وهو سلاح الرصاص الرشي الذي يستخدم في صيد الطيور، مما اوقع عدد من الاصابات.
ولم يتسن الحصول على حصيلة رسمية بشان هذه الاصابات.
وشكلت الصدامات في المحرق تطورا لافتا في الازمة البحرينية اذ تعد هذه المنطقة القريبة من المنامة، بعيدة عن الاضطرابات السياسية التي تشهدها البلاد بحكم التركيبة السكانية للمدينة التي تضم اغلبية سنية، وهو الامر الذي حمل رئيس الوزراء البحريني الامير خليفة بن سلمان ال خليفة لزيارة المدينة بعيد الصادمات.
وقال في تصريحات بثتها وكالة الانباء الرسمية “إننا نرفض ان يجور أي احد على اهالي المحرق او يتدخل في نسيجهم الاجتماعي، فالمحرق ليست ميدان للتجارب التي لن تنال الا الفشل”.
وأكد رئيس الوزراء البحريني الذي تعتبره المعارضة الشيعية عدوها الاول ان “ما شهدته المحرق من محاولات لشق الصف دخيلة على العادات والتقاليد الأصيلة التي يتميز بها أبناء البحرين”.
واضاف ان “اهل المحرق اثبتوا كعادتهم دائما انهم حائط الصد المنيع الذي يحفظ أمن الوطن واستقراره”.
وترفع المعارضة الشيعية في البحرينية في تظاهراتها شعارات “تنحى يا خليفة”، في اشارة لرئيس الوزراء الذي يحتفظ بهذا المنصب منذ استقلال البحرين في العام 1971، وتطرح المعارضة بان الحل لملف البحرين هو في ايجاد حكومة منتخبة.