دعا وزير الخارجية الإيراني، علي أكبر صالحي، خلال افتتاح الاجتماعات التحضيرية لقمة دول عدم الانحياز في طهران الأحد، الأمم المتحدة الى القيام بواجباتها من أجل حل قضايا الأمن والسلام، رافضاً استغلال قضية حقوق الإنسان وتطبيقها بازدواجية وانتقاء، معتبرا أن “سياسة الإرهاب والتهديد تتسبب في إهانة مكانة الأمم المتحدة المبنية على المصالح المشتركة”.
ورفض صالحي استغلال قضية حقوق الإنسان للضغط على الدول وتطبيقها “بازدواجية وانتقاء”، مشيرا الى انه ينبغي ان يعترف المجتمع الدولي بالعيش في أمن وسلام لجميع الدول. واعتبر ان الحركة أكبر تجمع للدول في العالم بعد منظمة الأمم المتحدة، مضيفا ان النشاط الجماعي لدولها سيساعد على إيجاد حلول سلمية لإنهاء النزاعات وإحلال الأمن والسلام في العالم.
وقال إن حركة عدم الانحياز “تحارب الإرهاب الدولي المدعوم غربياً”.
وأضاف صالحي أن إيران عازمة على تجديد حياة حركة عدم الإنحياز وتعزيزها بغية قيامها بدورها التاريخي، وتحويلها الى آلية نافذة لتحقيق مصالح الدول الأعضاء، مشددا على ضرورة العمل لمنع كافة أشكال الاستعمار والتدخل الخارجي في شؤون الدول. وأعرب عن دعمه سياسة عادلة لتحقيق حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني.
وأضاف أن “التدخل الأجنبي واستغلاله للأحداث التي شهدتها دول المنطقة يتجاهل سيادة الشعوب”، وشدد على ان الثورات الأخيرة كانت مرتبطة بالتطورات الشعبية في البلدان التي شهدت مثل هذا الحراك، مشددا على ضرورة الاستماع إلى تطلعات الشعوب في العالم للحرية والعدالة.
وشجب صالحي كل “أعمال العنف والقمع والقتل التي تقوم بها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني”، مشددا على ان “السلام لن يتحقق في فلسطين إلا بإنهاء القتل والتشريد والاحتلال وعودة اللاجئين”.
من جهة أخرى، دعا صالحي إلى تحديد جدول زمني لإزالة الأسلحة النووية وخضوع إسرائيل لذلك الجدول، مؤكدا على تطبيق المادة السادسة من ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتفعيل اقتراح إيران بإيجاد منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
وشدد وزير الخارجية الإيراني على ان طهران لا تريد المواجهة مع أي بلد، مشيرا إلى أن كل ما تطلبه هو حقها الشرعي والعدالة ورفض المعايير المزدوجة.
وأعرب صالحي عن شكره لدفاع حركة عدم الانحياز عن حق إيران في الاستفادة السلمية من الطاقة النووية، مؤكدا ان طهران حكومة وشعبا تكرس كل جهودها لإنجاح أعمال قمة عدم الانحياز.
ولفت وزير الخارجية الإيراني الى ان السلام الدائم والإدارة المشتركة للعالم موضوعان سيتم نقاشهما في اجتماعات قمة عدم الإنحياز. وقال ان إدارة العالم يجب ان تشمل موضوعات مهمة وألا يتم تجاهل التحديات الأمنية والبيئية والإقتصادية التي تتطلب موقفا موحدا وشاملا من كافة الأطراف.
و ستعقد القمة یومی 28 و 29 آب / أغسطس الحالي .
وتضم حركة عدم الانحیاز فی عضویتها 118 دولة وهي تقوم علی أساس عدم المشاركة في أي تكتلات عسكریة، ویشكل عدد سكان دول عدم الانحیاز نسبة 56% من العدد الكلي لسكان العالم .
ویشارك 118 وفداً فی اجتماع القمة السادسة عشرة في طهران و سیحضر القمة ملكان و27 رئیسا و8 من رؤساء الوزراء و9 نواب رئیس و6 من المبعوثین الخاصین ونحو 25 وزير خارجیة .
وستتطرق القمة الى القضایا الدولیة والأزمات الإقليمية والشرق أوسطية خاصة فلسطین وأميركا اللاتینیة والقضایا المرتبطة بحقوق الإنسان والأمن الغذائي والصحة .