- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

هولاند: تشدد في الملفين السوري والإيراني

باريس- بسّام الطيارة
التقى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لأول مرة مع سفراء فرنسا حول العالم في المؤتمر السنوي للسفراء الفرنسيين في قصر الإليزيه  أمس الإثنين. وهي مناسبة تقليدية لرسم خطوط الديبلوماسية الفرنسية للسنة المقبلة على أساس أن «الشؤون الخارجية والدفاع هما حصريا من نطاق مسؤوليات الرئاسة» كما أراد «ديغول» مؤسس الجمهورية الخامسة.
وكانت مناسبة كي يعود هولاند إلى الملف السورية الذي يأخذ حيزاً كبيراً من الجدل حول سياسة فرنسا الخارجية وسط انتقادات المعارضة اليمينية التي ترفع «المثال الليبي» كحل أساسي لما يحصل في سوريا.
ورغم أن هولاند يأخذ بعين الاعتبار ما تسرب عبر عدة مصادر من «صعوبة الحل العسكري في سوريا» حسب قول أكثر من خبير عسكري، إلا أنه لم يترك الساحة للمزايدات اليمينية فاعتبر أن استخدام النظام السوري للأسلحة الكيميائية سيكون «سببا مشروعا» للتدخل المباشر من قبل المجتمع الدولي، وسار على خطى الرئيس الأميركي باركا حسين أوباما فقال: «سنظل يقظين جدا مع حلفائنا لمنع استخدام النظام السوري الأسلحة الكيميائية». وكذلك تبع مسار الانتقاد لسلوك الصين وروسيا بشأن الملف السوري،  وقال «إن سلوكهما بالنسبة للأزمة السورية يُضعف قدرة مجلس الأمن على حل الأزمة».
وأعاد هولاند تأكيد «النهج الجديد» للديبلوماسية الفرنسية حيال المجلس الوطني السوري من حيث مطالبة أعضاءه «بالتعاضد وعدم التشرزم الانفتاح على المعارضات الأخرى» كما صرح مصدر مقرب من الملف فدعا «المعارضة» من دون ذكر المجلس الوطني إلى«تشكيل حكومة مؤقتة، شاملة وتمثيلية»، مؤكداً أن فرنسا ستعترف بها فور نشأتها.
وفي إشارة غير مباشرة إلى مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد، قال«لا يمكن تحمّل ما يحدث في سوريا»، من دون أن يذهب إلى ما سبق وقاله سلفه نيكولا ساركوزي حول ضرورة تنحي الرئيس السوري.
وتطرق أيضاً هولاند إلى الملف النووي الإيراني فقال إن «القلق الاكبر مصدره الانتشار النووي»، معتبرا ان امتلاك ايران في يوم من الايام السلاح النووي  هو أمر «غير مقبول» وهو الخط الذي تعتمده الديبلوماسية الفرنسية منذ عهد الرئيس جاك شيراك. وأضاف ان هذا القلق على صلة «بالمخاوف المشروعة التي يمكن لمثل هذا الانتشار اثارتها وردود الفعل الوقائية المشروعة التي قد تسببها وتهدد السلام بشكل مباشر»، وذلك في إشارة إلى إمكانية أن تقوم إسرائيل بهجوم على المواقع النووية الإيرانية. وقد لوحظ عدم ذكر هولاند لـ«خطر سباق تسلح نووي في المنطقة» وهو ما كان يردده ساركزي في إشارة إلى إمكانية أن تنطلق المملكة العربية السعودية في «تسلح نووي مشروع ومفهوم» في حال أصبحت إيران قوة نووية.
وزعم أن طهران تؤكد ان برنامجها النووي مدني بحت، إلا أن هولاند«برنامج ايران النووي من دون هدف مدني ذي مصداقية يطرح تهديداً على كافة دول المنطقة»، وتابع «انه امر غير مقبول وخصوصا ان هذا النظام يدلي بشكل دائم بتصريحات تدعو مباشرة الى تدمير دولة اسرائيل».
واوضح هولاند «سيكون من غير المقبول ان تمتلك ايران السلاح النووي وعلى هذا البلد ان يلتزم بواجباته الدولية» الواردة في معاهدة الحد من الانتشار النووي والقرارات الدولية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ولكن هولاند أنهى حديثه حول هذا الملف بإعلان تأييده ل«تسوية الازمة مع ايران دبلوماسيا»مع استدراك بقوله ««طالما أن إيران لن تعطي اجوبة عن كافة المسائل العالقة بشأن برنامجها النووي ولن تلتزم بالشرعية الدولية فمن مسؤولية فرنسا تشديد العقوبات اكثر على نظام طهران».