- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

اسرائيل كانت وراء ضرب المفاعل النووي السوري

القدس – «برس – نت»

كشف النائب السابق لرئيس مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض إليوت أبرامز في برنامج تلفزيوني على «القناة العاشرة» الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت اتخذ قرار تدمير المفاعل النووي السوري في دير الزور وأبلغ الرئيس الأميركي جورج بوش الابن،الذي لم  يعترض.
وحسب بعض المسوؤلين الإسرائيليين الذين أجريت مقابلات معهم فقد توقعت تل أبيب أن ترد سوريا بهجوم عسكري على إسرائيل وتقصف العاصمة بالصواريخ، لكن سوريا لم تفعل. كما كشف البرنامج معلومات جديدة حول اغتيال اللواء محمد سليمان المسؤول عن البرنامج النووي السوري.
وقد جاءت المقابلات مع أبرامز والمسؤول السابق في «الموساد» رافي بار زوهر لتشير إلى أن إسرائيل هي التي كانت وراء هذا القصف وإن هي لم تعترف مباشرة بمسؤوليتها.
وكانت شهادة أبرامز هي الأقوى حين روى كيف عرض أولمرت الموضوع على بوش، وكيف أرسل هذا وفدا من مجلس الأمن القومي برئاسة ستيف هادلي ومشاركة أبرامز نفسه إلى إسرائيل، وأطلعهم على الصور والوثائق، وكيف طلب أولمرت رسميا من الولايات المتحدة أن تضرب المفاعل النووي السوري، وكيف قررت أميركا رد الطلب بالقول إن واشنطن تفضل الطرق الدبلوماسية. وكشف أيضاً عن طلب أميركي نشر ما تجمع من معلومات حول وجود مفاعل نووي في سوريا وطلب تراجع سوريا عن برنامجها النووي، ورفض  أولمرت قبل أسابيع من انطلاق العملية.
ووكشف الريبورتاج أن إسرائيل لم تتوقع أن تخصص سوريا ميزانية كبرى لبناء مفاعل نووي في ظل أوضاعها الاقتصادية السيئة. وقد اكتشف الموساد أمر المفاعل النووي أثناء عملية تجسس على أحد أعضاء اللجنة السورية العليا للطاقة النووية، اللواء إبراهيم عثمان عندما كان في سويسرا للمشاركة في اجتماع للجنة الدولية للطاقة النووية في  عام ٢٠٠٧، فتمت سرقة ذاكرة حاسوبه الشخصي كما تم زرع برنامة تجسس عن بعد ينقل كل ما يجري في الحاسوب إلى الخارة ويسجل بالصوت والصورة ما يدور في محيط الحاسوب.
وتبين للموساد أن خبراء من كوريا الشمالية يبنون المفاعل منذ سنة ٢٠٠١، ومنذ تلك اللحظة بدأت التحضيرات لضرب المفاعل وما كانت عملية استشارة واشنطن إلا «شكليات ديبلوماسية» لأن تل أبيب كانت تدرك أن الأميركيين غير معنيين بضربة عسكرية فيما هم يتخبطون في نتائج الحرب على العراق. ويبدو أن معظم المسؤولين الإسرائيليين كانوا يؤيدون ضرب المفاعل رغم «خطورة ردات الفعل المنتظرة» خصوصاً وأن الدولة العربية كانت تعيش في أجواء «إخفاقات» حرب تموز في الجنوب اللبناني.
ووصف التقرير انطلاق الطائرات الإسرائيلية من شمال البلاد غرباً باتجاه البحر قبل أن تدخل الأجواء التركية ثم تعبر الحدود التركية السورية بعد أن «شلت عمل رادارات الدفاع الجوي السوري» قبل أن تقذف المفاعل بقنابل موجهة غاصت في اسمنت البناء وقتلت العشرات من العاملين وبينهم عدداً من الكوريين الشماليين.
وقال الريبورتاج أن قرار قتل اللواء سليمان جاء بعد أن انكب على محاولة بناء مفاعل جديد في منطقة ثانية مستفيداً من الخبرة المكتسبة في المفاعل الأول المضروب، وقد تم اغتياله من قبل قناصين جاءا من البحر بواسطة غواصة.