- أخبار بووم - https://www.akhbarboom.com -

مصر: قلق مسيطر من حكم العسكر

القاهرة ــ محمد السمهوري
تعيش الحالة المصرية ما بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك، قلقاً غير عادي بين شباب الثورة المصرية واحزاب المعارضة من جهة، والمجلس العسكري الحاكم من جهة ثانية.
الحديث عن أن الرئيس المقبل قد يكون من الجيش هو عنوان المرحلة التي تمر من خلالها الاوضاع السياسية في القاهرة. ورغم الوعود التي يقدمها العسكر يوميا عبر وسائل الاعلام واللقاءات مع مؤسسات المجتمع المدني والاحزاب، الا ان مخاوف سيطرة “العسكر” على الحكم تبقى جلية واضرة والاكثر هيمنة.
السيطرة العسكرية على نواحي الحياة السياسية في مصر بدأت تخيف المجتمع المدني في مصر، مع انتشار تكهنات عديدة ان “العسكر” من الصعب عليهم التخلي عن المكاسب، ومن ابرزها الاقتصادي لصالح انتخابات قد تفرز رئيساً وحكومة خارج سياق «العسكر». ورغم التوقعات المرجحة بين المرشحين المتوقعين للرئاسة المصرية وتحديدا محمد البرادعي وعمرو موسى، الا ان “المجلس العسكري” سيبقى حاضراً في المشهد بزيه وقوته ومصالحه واستثمارته الاقتصادية.
نشطاء ومعهم مراقبون سياسيون يتوقعون الايام الاصعب، خاصة ما بعد محاكمة الرئيس المخلوع مبارك وطاقمه، فمنهم من بات يتمنى ان يحكم مبارك بالبراءة، من اجل اعادة الثورة الى مربعها الاول والانطلاق فيها من جديد نحو تغيير لن يسلم منه “العسكر”، ومنهم من اكتفى بمشاهدة مبارك وولديه وطاقمه خلف القضبان، باعتبار ان وجودهم داخل قفص الاتهام هو بمثابة محاكمة وصفعة قوية للرئيس المخلوع وطاقمه ومن يؤيده داخليا وخارجيا، وهي بحد ذاتها انتصار للثورة والشعب المصري.
العودة الى الوراء صارت بالنسبة للقاموس السياسي المصري غير وارده، والتغيير الذي يسعى اليه صناع ثورة 25 يناير امر حتمي، بل وضع مصر الداخلية على باب طريق جديد يمثل اعباء صارت مفهومة وواضحة، الا انها تظل بحاجة الى المناورة الداخلية، تتوزع بين القوى الشد العكسي ومنها الجماعات السلفية، المتهمة بالتمويل الخارجي ضد الداخلي.
العسكر لن ينسحبوا الى ثكناتهم بدون ضمانات تهدف الى عدم المساس بوجودهم وحضورهم في الحكم، فهم وبحسب المتابعين عقدوا صفقتهم مع النظام السابق، ويريدون تأكيده مع اي رئيس قادم، والا فإن البدلة العسكرية من السهل ان تتحول الى بدلة مدنية، وبذلك تكون حلقة القادم من العسكر قائمة وحاضرة بقوة في المشهد.
المفاضلة بين ابرز المرشحين (عمرو موسى، ومحمد البرادعي)، تبقى الاقوى والابرز في الشارع المصري، فكل مرشح له اعتبارته ومرجعياته الداخلية والخارجية، واحدهم سوف يكون الضامن لاستمرار الاتفاقيات ومنها معاهدة كامب ديفيد.
غالبية الثوار والنشطاء المصريين يعرفون ان مشوارهم طويل، وان استحقاقات المرحلة تحتاج الى جهد كبير، ابرزه هو العمل على ارض الواقع ومع الشعب المصري لاعادة الاعتبار الى فكرة المشاركة وتعريف الادوار، عكس ما تتطلع اليه الاحزاب السياسية التقليدية والتي تسعى الى حصد الانجازات والصفقات بشكل سريع، دون الاكتراث الى العمل من جديد مع الشارع والاكتفاء بحضورها السياسي الرمزي في بعض الاحيان.